دولة واحدة فقط في العالم قادرة على إطعام نفسها بالكامل دون إستيراد

أخبار عالمية

استمع الي المقالة
0:00

غيانا :إنها دولة واحدة فقط في العالم قادرة على إطعام نفسها بالكاملدون إستيراد

في عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمن الغذائي والإعتماد المتبادل بين الدول، كشفت دراسة حديثة عن حقيقة مفاجئة قد لا يتخيلها الكثيرون :

دولة واحدة فقط على وجه الأرض قادرة على إطعام سكانها بالكامل من خلال الإكتفاء الذاتي. هذه الدولة هي غيانا، الواقعة في أمريكا الجنوبية.

دراسة شاملة تكشف عن الواقع الغذائي العالمي

أجرى باحثون من جامعتي “غوتنغن” و”إدنبرة” تحليلاً دقيقاً لبيانات إنتاج الغذاء في 186 دولة حول العالم.

شملت الدراسة فئات غذائية أساسية ومتنوعة، بما في ذلك اللحوم، الألبان، النشويات، الأسماك، البقوليات، المكسرات، البذور، الخضار، والفواكه.

وقد نُشرت هذه النتائج الهامة في مجلة “نيتشر فود”، لتسلط الضوء على واقع الإكتفاء الذاتي الغذائي في مختلف البلدان.

غيانا تتصدر القائمة .. والصين وفيتنام تلحقان بها

أكدت الدراسة أن غيانا هي الدولة الوحيدة التي تنتج ما يكفي لتلبية إحتياجات سكانها في جميع المجموعات الغذائية السبع الأساسية التي تم تحليلها.

هذا الإنجاز الفريد يجعلها نموذجاً للإستدامة الغذائية.

وعلى الرغم من تفوق غيانا، إلا أن دولاً أخرى أظهرت أداءً قوياً في تحقيق الإكتفاء الذاتي.

فقد حلت الصين وفيتنام في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، حيث تنتجان ما يكفي لتلبية إحتياجات سكانهما في ست من الفئات السبع الأساسية.

هذا يعكس جهوداً كبيرة من جانب هذه الدول لتحسين أمنها الغذائي.

تباين كبير في مستويات الإكتفاء الذاتي حول العالم

تظهر الدراسة أن هناك تفاوتاً كبيراً في قدرة الدول على تحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي.

فواحدة فقط من كل سبع دول حول العالم تحقق الاكتفاء في خمس مجموعات غذائية أو أكثر.

روسيا على سبيل المثال، تعد من بين هذه الدول، إلا أنها تواجه نقصاً في إنتاج الخضار والفواكه، مما يشير إلى وجود تحديات محددة.

على النقيض تماماً، توفر أكثر من ثلث دول العالم الإكتفاء الذاتي في مجموعتين غذائيتين أو أقل، مما يعكس إعتمادها الكبير على الواردات.

والأكثر إثارة للقلق هو أن ست دول، وهي أفغانستان، الإمارات العربية المتحدة، العراق، ماكاو، قطر، واليمن، لم تحقق الإكتفاء الذاتي في أي مجموعة غذائية على الإطلاق

مما يجعلها شديدة الهشاشة أمام أي إضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية.

الإعتماد على التجارة الدولية ومخاطر التركيز على شريك واحد

ختاماً، توضح الدراسة أن الغالبية العظمى من الدول تعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية لتلبية إحتياجاتها الغذائية. إلا دولة واحدة فقط في العالم قادرة على إطعام نفسها بالكامل

وهذا ما يزيد من المخاطر وهو أن العديد من هذه الدول تعتمد على شريك تجاري واحد لأكثر من نصف وارداتها الغذائية.

هذا التركيز الكبير على مورد واحد يجعلها عرضة للخطر بشكل خاص في حال حدوث أي توترات جيوسياسية، كوارث طبيعية، أو إضطرابات إقتصادية قد تؤثر على سلاسل الإمداد الغذائي العالمية.

هذه النتائج تدعو إلى إعادة التفكير في إستراتيجيات الأمن الغذائي العالمية وضرورة تنويع مصادر الغذاء وتقليل الإعتماد على عدد قليل من الموردين، لضمان إستقرار الإمدادات الغذائية في المستقبل.