تحذير هام: خطر شرب الماء البارد وإنت عرقان وإرتفاع حرارة الجسم .. قاتل صامت يتربص بصحتك
هل سبق لك أن شعرت برغبة عارمة في شرب كوب من الماء البارد المثلج بعد مجهود بدني شاق أو في يوم حار؟
على الرغم من أن هذا يبدو منعشًا، إلا أنه قد يحمل في طياته مخاطر صحية خطيرة، قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.
هذا التحذير ليس مجرد نصيحة شعبية قديمة، بل هو حقيقة علمية مدعومة بحالات موثقة، تستدعي منا الإنتباه والتوعية.
الآلية العلمية وراء الخطر
عندما يتعرض الجسم للحرارة الشديدة أو يبذل مجهودًا بدنيًا يؤدي إلى التعرق، تتوسع الأوعية الدموية لمساعدة الجسم على تبريد نفسه.
في هذه الحالة، إذا تم شرب الماء البارد فجأة، فإن ذلك يؤدي إلى صدمة حرارية للجهاز العصبي.
تتسبب هذه الصدمة في تنشيط مفاجئ للعصب الحائر (العصب العاشر في الجهاز العصبي)، والذي يلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم اللاإرادية.
الأعراض والمضاعفات المحتملة
تنشيط العصب الحائر بهذه الطريقة المفاجئة قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل الفسيولوجية الخطيرة، والتي تشمل
بطء شديد ومفاجئ في ضربات القلب : يمكن أن يؤثر هذا التباطؤ على ضخ الدم إلى الأعضاء الحيوية.
هبوط حاد في الدورة الدموية : مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ والأعضاء الأخرى.
ضيق في التنفس : نتيجة لتأثر الجهاز التنفسي.
غثيان أو إغماء : بسبب الإنخفاض المفاجئ في ضغط الدم وتأثيره على الدماغ.
توقف القلب : في حالات نادرة جدًا، ولكنها موثقة، قد يؤدي هذا السيناريو إلى توقف عضلة القلب عن العمل تمامًا، مما يهدد الحياة.
حادثة مؤلمة تبرهن على الخطر
للأسف، ليست هذه مجرد تكهنات، بل هناك حالات مأساوية حدثت بالفعل.
ففي عام 2022، شهدت مدينة طنطا بمصر حادثة مفجعة، حيث كان طفل يلعب بدراجته الهوائية وكان يتعرق وجسمه ساخنًا.
توقف الطفل لشرب الماء من مبرد في الشارع، وكانت المياه شديدة البرودة.
بعد دقائق قليلة من شربه للماء، فقد الطفل وعيه ونُقل على الفور إلى المستشفى، لكن للأسف توقف قلبه وتوفي.
وقد تم نشر هذا الخبر المؤلم في الصحف وقتها، مثل جريدة “الوطن” المصرية، للتأكيد على خطورة هذا الفعل.
نصائح للحفاظ على سلامتك وسلامة أبنائك
لتجنب هذه المخاطر الجسيمة، إليك بعض النصائح الهامة التي يجب اتباعها وتعليمها لأطفالك
تجنب شرب الماء البارد جدًا بعد المجهود البدني : أو عند الشعور بالتعرق الشديد وإرتفاع حرارة الجسم.
إنتظر حتى يبرد جسمك أولاً : يمكن أن تساعدك فوطة مبللة بالماء الفاتر أو أخذ قسط من الراحة في مكان بارد على خفض درجة حرارة جسمك تدريجيًا.
إشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة : هذا هو الخيار الأكثر أمانًا لترطيب الجسم دون التسبب في صدمة حرارية.
علم أبناءك هذا السلوك من صغرهم : التوعية المبكرة هي مفتاح حمايتهم من هذه المخاطر.
الخلاصة
خلاصة القول لقد عرفنا خطر شرب الماء البارد وإنت عرقان وإن فهمنا للآليات الفسيولوجية التي تحكم أجسامنا يمكن أن ينقذ الأرواح.
لنحرص جميعًا على تطبيق هذه النصائح ونشر الوعي حول خطورة شرب الماء البارد عند التعرق الشديد، فصحتنا وسلامة أحبائنا هي الأولوية القصوى.
