هل للسكر فوائد؟ نظرة متوازنة على الدور الحيوي والجانب المظلم

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

هل للسكر فوائد؟ نظرة متوازنة على الدور الحيوي والجانب المظلم

لطالما ارتبط السكر في الأذهان بالضرر؛ فهو المتهم الرئيسي في الكثير من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة وتسوس الأسنان. ومع هذا التناول السلبي الواسع، قد نتساءل: هل للسكر أي فوائد حقيقية لجسم الإنسان؟ الإجابة ليست بسيطة كـ “نعم” أو “لا”، فالسكر، في جوهره، هو مصدر للطاقة، ويلعب دورًا حيويًا في وظائف الجسم المختلفة، لكن الفارق يكمن في نوع السكر، الكمية المستهلكة، والسياق العام للنظام الغذائي.

في الأساس، يشير مصطلح “السكر” إلى الكربوهيدرات البسيطة، والتي يتم هضمها بسرعة وتحويلها إلى جلوكوز. والجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الجسم بأكملها، وخاصة الدماغ. بدون الجلوكوز الكافي، لا يستطيع الدماغ العمل بكفاءة، مما يؤثر على التركيز، الذاكرة، والوظائف الإدراكية بشكل عام.

الفوائد الأساسية للسكر (في صورته الطبيعية والكميات المعتدلة):

مصدر فوري للطاقة: عند تناول الكربوهيدرات، يتم تحويلها إلى جلوكوز ليمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة البدنية والعقلية. هذا هو السبب في أن الرياضيين غالبًا ما يتناولون الكربوهيدرات قبل وأثناء التمارين الشديدة.

وظيفة الدماغ: الدماغ يعتمد بشكل شبه كلي على الجلوكوز كمصدر للطاقة. نقص الجلوكوز يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب، الصداع، وصعوبة التركيز.

تخزين الطاقة: يتم تخزين الجلوكوز الزائد في الكبد والعضلات على شكل جلايكوجين، والذي يمكن تحويله مرة أخرى إلى جلوكوز عند الحاجة، لتوفير طاقة احتياطية.

تحسين المزاج المؤقت: يمكن أن يؤدي تناول السكر إلى إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تعطي شعورًا مؤقتًا بالسعادة والراحة. ومع ذلك، هذا التأثير غالبًا ما يكون قصير الأمد ويتبعه “انهيار” في مستوى الطاقة والمزاج.

متى يتحول السكر من مفيد إلى ضار؟

المشكلة الحقيقية لا تكمن في وجود السكر بحد ذاته، بل في نوع السكر والكميات المضافة والمستهلكة. السكر الموجود بشكل طبيعي في الفواكه (الفركتوز) والخضروات ومنتجات الألبان (اللاكتوز) يأتي مصحوبًا بالألياف، الفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة. الألياف تبطئ من امتصاص السكر، مما يمنع الارتفاعات الحادة في مستويات السكر في الدم.

على النقيض، فإن السكر المضاف، والذي يوجد بكثرة في المشروبات الغازية، الحلويات، المخبوزات، والعديد من الأطعمة المصنعة، هو السبب الرئيسي للمشكلات الصحية. هذا النوع من السكر لا يقدم أي قيمة غذائية إضافية (سعرات حرارية فارغة)، ويتم امتصاصه بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى:

ارتفاع حاد في سكر الدم والأنسولين.

زيادة خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين والسكري من النوع الثاني.

تراكم الدهون في الكبد والبطن (السمنة).

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

تسوس الأسنان.

لذا، يمكن القول إن السكر ضروري لوظائف الجسم كالجلوكوز، ولكن يجب أن يأتي من مصادر طبيعية وكميات معتدلة. عندما نتحدث عن الأضرار، فإننا غالبًا ما نشير إلى السكر المضاف والمفرط في الاستهلاك. الاعتدال في تناول السكريات الطبيعية وتجنب السكريات المضافة هو المفتاح للحصول على فوائده دون التعرض لمخاطره.