مرض التوحد..فهم العلامات المبكرة والمؤشرات الرئيسية

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

مرض التوحد: فهم العلامات المبكرة والمؤشرات الرئيسية

مرض اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD) هو حالة نمائية معقدة تُؤثر على كيفية إدراك الشخص للعالم والتفاعل مع الآخرين. يُعرف بـ”الطيف” لأنه يُؤثر على الأفراد بطرق مختلفة وبشدة متفاوتة، مما يعني أن علاماته وشدة الأعراض تختلف من شخص لآخر. غالبًا ما تظهر علامات التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، وعادة ما يُمكن ملاحظتها بوضوح بحلول عمر السنتين أو ثلاث سنوات، على الرغم من أن بعض العلامات المبكرة قد تُلاحظ لدى الرضع. يُعدّ التشخيص المبكر أمرًا حيويًا لتحقيق أفضل النتائج العلاجية.


أبرز علامات التوحد:

تُصنف علامات التوحد عادةً ضمن فئتين رئيسيتين: صعوبات التواصل الاجتماعي والتفاعل، والأنماط السلوكية والاهتمامات المتكررة والمقيدة.

1. صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل:

تُعتبر هذه هي العلامات الأكثر وضوحًا والأكثر شيوعًا، وتُشمل:

ضعف أو غياب التواصل البصري: يُعاني الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا من صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري أو تجنبه تمامًا.

عدم الاستجابة للاسم: قد لا يستجيب الطفل عند مناداته باسمه، أو يبدو وكأنه لا يسمع.

صعوبة في تبادل المشاعر والتعبيرات: قد لا يُظهر الطفل تعبيرات وجهية مناسبة، أو قد لا يفهم مشاعر الآخرين (مثل الفرح أو الحزن أو الغضب)، أو لا يستجيب لها.

تأخر في تطور اللغة أو غيابها: قد يتأخر الطفل في الكلام، أو لا ينطق كلمات على الإطلاق، أو قد يفقد بعض المهارات اللغوية التي اكتسبها سابقًا.

صعوبة في بدء المحادثات أو الاستمرار فيها: حتى إذا كان الطفل يتحدث، قد يواجه صعوبة في بدء حوار أو فهم إشارات المحادثة المتبادلة.

عدم استخدام الإيماءات أو الإشارة: قد لا يُلوح الطفل بيده للوداع، أو يُشير إلى الأشياء التي تُثير اهتمامه لمشاركتها مع الآخرين.

تفضيل اللعب بمفرده: قد ينسحب الطفل إلى عالمه الخاص ويُفضل اللعب بمفرده، مُتجنبًا التفاعل مع الأقران أو البالغين.

عدم مشاركة الاهتمامات: لا يُظهر الطفل اهتمامًا بمشاركة الآخرين في الألعاب أو الأشياء التي تُعجبه.

صعوبة في فهم العلاقات الاجتماعية: قد لا يُفهم الطفل كيفية بناء الصداقات أو الحفاظ عليها، أو قواعد اللعب الاجتماعي.

2. أنماط سلوكية واهتمامات متكررة ومقيدة:

تتضمن هذه الفئة مجموعة من السلوكيات والاهتمامات غير النمطية:

الحركات المتكررة أو التمتمة: مثل الرفرفة باليدين، التأرجح، الدوران حول النفس، أو تكرار كلمات أو عبارات معينة (الصدى اللفظي).

التمسك الشديد بالروتين ومقاومة التغيير: يُمكن أن يُصاب الطفل بضيق شديد أو نوبة غضب عند حدوث أي تغيير بسيط في الروتين اليومي أو البيئة.

الاهتمامات المحدودة والشديدة: قد يُركز الطفل على موضوع واحد أو شيء معين بشكل مفرط، مثل الاهتمام بعجلات الألعاب فقط بدلاً من اللعبة بأكملها.

حساسية مفرطة أو ناقصة للمثيرات الحسية: قد يُظهر الطفل ردود فعل غير عادية تجاه الأصوات، الأضواء، الروائح، الملمس، أو الأذواق (مثل الانزعاج الشديد من صوت معين، أو عدم الاستجابة للألم).

أنماط لعب متكررة: قد يلعب الطفل بنفس الطريقة مرارًا وتكرارًا، أو يُصف الألعاب في خط مستقيم.

المشي على أطراف الأصابع: وهي حركة متكررة يُلاحظها البعض.


متى يجب طلب المساعدة؟

من المهم ملاحظة أن وجود بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة أن الطفل مُصاب بالتوحد، فالعديد من الأطفال قد يُظهرون سلوكيات مشابهة بشكل عابر. ومع ذلك، إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات مجتمعة، أو إذا كان لديك أي قلق بشأن نمو طفلك، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص أو أخصائي النمو فورًا. التشخيص المبكر والتدخل المبكر يُمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في مساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم وتحسين جودة حياتهم.