دفع الصدقة مرة واحدة بأكثر من نية .. هل يجوز ؟

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

دفع الصدقة مرة واحدة بأكثر من نية .. هل يجوز ؟

يُعتبر دفع الصدقة من أعظم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهي كفارة للذنوب، تُطفئ الخطيئة، وتحفظ المال، وتجلب الرزق. كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة لا تنقص المال، بل على العكس، تزيده بركة، حيث قال: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع عبد إلا رفعه الله”. لكن يبقى السؤال: هل يجوز دفع الصدقة بنية متعددة في نفس المرة؟

في هذا السياق، أشار الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إلى أن النية تكون في القلب، والله سبحانه وتعالى يعلم بها. وأوضح الشيخ شلبي، في فيديو نشرته دار الإفتاء على قناة يوتيوب، أنه بمجرد أن يقصد الشخص شيئًا، تثبت النية. وأضاف أنه من الممكن جمع أكثر من نية أو جمع أكثر من شخص في صدقة واحدة، وسيحصل كل شخص على الثواب الكامل.

الفرق بين الصدقة والزكاة

أما في ما يتعلق بالفرق بين الصدقة والزكاة، فمعنى الصدقة في اللغة مشتق من الصدق، لأنها تدل على صدق إيمان الشخص الذي يعطيها. شرعًا، الصدقة هي العطية التي تمنح تقربًا إلى الله تعالى وطلبًا للأجر منه، وحكمها أنها مستحبة وليست واجبة.

أما الزكاة، فهي فريضة واجبة في أصناف معينة من المال مثل الزروع والثمار، وعروض التجارة، والذهب والفضة، والإبل والبقر والغنم. في حين أن الصدقة ليست واجبة على شيء معين، ويمكن للإنسان أن يتصدق بأي مال أو شيء يختاره.

الزكاة تُشترط فيها بلوغ النصاب ومرور عام هجري على المال (حول)، ويجب دفع مقدار محدد من الزكاة. بينما الصدقة لا تشترط وقتًا معينًا أو مقدارًا محددًا، ويمكن للإنسان التصدق في أي وقت وبالمقدار الذي يريده.

كما أن الشرع قد حدد مصارف معينة للزكاة، مثل الفقراء والمساكين، والمؤلفة قلوبهم، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله. أما الصدقة، فليس لها مصرف محدد، حيث يمكن دفعها لمصارف الزكاة أو لأي جهة أخرى.