سلالة كورونا الجديدة NB.1.81 : عودة القلق وتحذيرات من التهاون
بينما كان العالم يستعد للتعافي من سنوات جائحة كوفيد-19، عادت المخاوف لتتصدر المشهد الصحي العالمي.
فقد ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا، أُطلق عليها إسم NB.1.81، لتثير القلق مجددًا بشأن موجات إنتشار جديدة.
هذه السلالة، التي بدأت في الظهور بالصين، لم تمكث طويلاً داخل حدودها، بل سرعان ما وصلت إلى عدة ولايات أمريكية، ما يعيد الحديث عن إحتمال إنتشار عالمي لنسخة متطورة قد تكون أسرع إنتشارًا.
من الصين إلى أمريكا : رحلة NB.1.81 العابرة للقارات
إكتشف العلماء سلالة كورونا الجديدة NB.1.81 في الصين، حيث بدأت في التفشي، قبل أن يتم رصد إصابات بها في الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد تم تأكيد حالات من هذه السلالة في ولايات أمريكية رئيسية مثل نيويورك، واشنطن، وكاليفورنيا.
تُشير صحيفة The Post إلى أن الإصابات الأولى التي تم إكتشافها في أمريكا كانت لمسافرين قادمين من الخارج، تحديدًا من دول مثل فرنسا والصين
وهو ما يؤكد القدرة الفائقة للفيروس على التنقل بين القارات بسهولة.
NB.1.81 تجتاح آسيا : هونغ كونغ تدق ناقوس الخطر
في القارة الآسيوية، أصبحت السلالة NB.1.81 هي السلالة المهيمنة في الصين، وتسببت في موجة واسعة من الإصابات.
وقد وصلت الأمور في هونغ كونغ إلى مرحلة حرجة، حيث تم تسجيل أعلى معدل إصابات منذ عام، مع تزايد كبير في أعداد الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفيات.
وأفادت السلطات هناك بوجود 81 حالة حرجة و30 حالة وفاة، معظمهم من كبار السن الذين تجاوزوا الخامسة والستين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد إرتفعت نسبة المترددين على أقسام الطوارئ في الصين من 7.5% إلى أكثر من 16% في غضون شهر واحد فقط
مما زاد من وتيرة القلق، على الرغم من تأكيدات السلطات الصينية بأن السلالة الجديدة لا تختلف كثيرًا عن المتغيرات السابقة من حيث الشدة.
هل سلالة NB.1.81 أكثر خطورة؟
يرى الخبراء أن خطورة سلالة NB.1.81 لا تكمن في كونها أكثر فتكًا، بل في سرعة إنتشارها الكبيرة مقارنة بسلالات كورونا السابقة.
يُرجح أن تكون هذه السلالة قد طورت قدرة أكبر على الهروب المناعي، ما يجعل التصدي لها بنفس مستوى فعالية اللقاحات الحالية أمرًا صعبًا.
وقد أعرب عدد من العلماء في هونغ كونغ عن تخوفهم من أن هذه النسخة من الفيروس باتت قادرة على الإفلات من المناعة التي إكتسبها البشر سابقًا، سواء عن طريق اللقاحات أو العدوى الطبيعية.
مصر تراقب الوضع عن كثب : لا إصابات مؤكدة بعد
فيما يتعلق بالوضع في مصر، أكد الدكتور محمد حنتيرة، أستاذ أمراض الصدر، أن البلاد لم تسجل حتى الآن أي إصابة مؤكدة بالسلالة الجديدة.
على الرغم من ذلك، فإن السلطات الصحية المصرية لا تتعامل مع الأمر بإستهانة، حيث تم تعزيز إجراءات المراقبة الوبائية في المطارات والموانئ، وذلك كإجراء إحترازي تحسبًا لأي تسلل محتمل للفيروس عبر المسافرين.
وأشار الدكتور حنتيرة إلى أن هذه السلالة، على الرغم من إنتشارها السريع، لا تبدو أكثر فتكًا من السلالات السابقة، ويرجع ذلك إلى المناعة المجتمعية الناتجة عن اللقاحات والإصابات السابقة.
ومع ذلك، شدد على أن هذا لا يعني التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية.
الوقاية : السلاح الأقوى لمواجهة الفيروسات المتحورة
حذر الدكتور حنتيرة من أي تهاون، خاصة في ظل التغيرات الجوية التي تساهم في زيادة إنتشار الأمراض التنفسية.
وأوصى بضرورة الإلتزام بالكمامات في الأماكن المغلقة، وغسل اليدين بإنتظام، وأخذ اللقاحات، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
كما أوضح أن الطفرات التي تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة هي أمر طبيعي ومتوقع في دورة حياة الفيروسات، مشيرًا إلى أن سرعة الإنتشار لا تعني بالضرورة إرتفاع معدل الوفيات.
الخلاصة
على الرغم من أن ظهور سلالة NB.1.81 يعيد إلى الأذهان أيام القلق خلال الجائحة، إلا أن العالم اليوم يمتلك أدوات ووعيًا وتجربة أكبر في التعامل مع هذه الطفرات.
التحدي الحقيقي الآن ليس في الخوف، بل في الحفاظ على الإجراءات الصحية، والإستمرار في الرصد والتحديث العلمي، حتى لايفاجئنا الفيروس من جديد ونحن في غفلة.