كيف يعيد المسلم الحقوق لأصحابها بعد سنوات من التفريط
تعد الأمانة من أعظم الصفات التي دعا إليها الدين الإسلامي غير أن النفس البشرية قد تضعف في لحظة ما مما يؤدي إلى الوقوع في الخطأ وتجاوز حقوق الآخرين.
وفي هذا السياق أجاب الدكتور يسري جبر أحد علماء الأزهر الشريف عن تساؤل يشغل بال الكثيرين حول كيفية التصرف في حال عثر الشخص على أمانة “لقطة” وتعمد إخفاءها عن صاحبها ثم إستيقظ ضميره بعد مرور وقت طويل.
توصيف الواقعة في المنظور الشرعي
كيف يعيد المسلم الحقوق تتلخص الواقعة في أن شخصًا وجد قطعة ذهب تعود لزميلة له في العمل وكان يعلم يقينًا أنها صاحبتها ومع ذلك لم يخبرها وتركها تبحث عنها دون جدوى.
أوضح الدكتور يسري جبر أن ما يجده الإنسان في الأرض وليس ملكًا له يسمى في الفقه الإسلامي “اللقطة” مشيرًا إلى أن اللقطة إذا كانت ذات قيمة مالية فلا يجوز شرعًا تملكها بل تصبح أمانة في يد واجدها ويجب عليه حفظها والسعي الدؤوب لإيصالها إلى صاحبها الحقيقي.
خطوات رد الحق في حال معرفة صاحب الأمانة
بناءً على ما ورد في الفتوى فإن الحالة المعروضة تختلف عن اللقطة مجهولة الصاحب لأن المالك هنا معلوم بدقة.
لذلك أكد الدكتور يسري جبر أن الواجب الشرعي يحتم على هذا الشخص بذل كل الجهد الممكن للتحري عن مكان صاحبة القطعة الحالي سواء من خلال البحث عن مقر عملها الجديد أو محل سكنها أو حتى عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
كما يمكن الإستعانة بالزملاء القدامى للوصول إليها وإبراء الذمة بإعادة الحق لأهله.
قاعدة الستر عند أداء الحقوق
من رحمة الشريعة الإسلامية أنها تفتح باب التوبة دون إحراج المخطئ حيث أكد العالم الأزهري أنه لا يشترط على الشخص أن يعترف بتفاصيل خطئه القديم أو يقر بأنه تعمد إخفاء القطعة سابقًا.
بل يكفي تمامًا إيصال الذهب إليها بأي وسيلة كانت وصياغة الأمر بشكل لبق كأن يذكر أنه تم العثور عليها مؤخرًا ولم يتسنَّ الوصول إليها في وقت سابق.
أما في حال كانت صاحبة القطعة قد فارقت الحياة فإن الحق لا يسقط بموتها بل يجب رد القطعة إلى ورثتها الشرعيين.
التفريق بين اللقطة والكنوز الأثرية
علاوة على ما سبق فرق الدكتور يسري جبر بين اللقطة الشخصية وبين ما يعرف بكنوز الجاهلية أو الآثار القديمة.
وأوضح أن القوانين الحديثة نظمت هذا الأمر بشكل يحفظ حقوق الدولة والمجتمع حيث يجب تسليم أي مكتشفات أثرية إلى الجهات المختصة والإبلاغ عنها فورًا.
وفي ختام حديثه دعا إلى ضرورة تحري الحلال في الكسب وأداء الأمانات والحرص الدائم على براءة الذمة أمام الله عز وجل.












