تحليل طائر الحب عندما يتغلب التخمين على الكفاءة في إختيار الممثلين

لايت نيوز

استمع الي المقالة
0:00

تحليل طائر الحب عندما يتغلب التخمين على الكفاءة في إختيار الممثلين

يُعدّ إختيار الممثلين أو الكاستينج (Casting) حجر الزاوية في نجاح أي عمل فني وهي مهمة تقع على عاتق الكاستينج دايركتور (Casting Director). هذا المسؤول هو من يمتلك البصيرة لتسكين الأدوار وإختيار الفنان الأكثر ملاءمة للشخصية المكتوبة حتى لو كان الأمر يتطلب إختبار كاميرا لنجم مشهور للتأكد من توافقه مع الدور.

وعلى هذا النحو فإن عدم إختيار ممثل معين لدور ما لا يُعدّ عيبًا فيه بل إشارة إلى عدم ملاءمة خصائصه للشخصية المحددة.

أزمة الرؤية .. دور “الكاتبة الرومانسية” و”فيفي عبده”

تحليل طائر الحب ومع ذلك يبدو أن مسلسل “طائر الحب” قد شهد مقاربة مختلفة تمامًا في عملية الكاستينج بدلاً من التحليل الدقيق ساد التخمين.

في البداية نجد أن قصة المسلسل تدور حول إمرأة مثقفة كاتبة ورئيسة تحرير مجلة متخصصة في الأدب والروايات الرومانسية التي تحقق نجاحًا كبيرًا.

وبالتفكير في هذا الدور قرر الكاستينج دايركتور ___على ما يبدو في لحظة من السرحان — أن الفنانة فيفي عبده هي الوحيدة القادرة على تجسيده.

وكنتيجة مباشرة لهذا الإختيار يأتي المشهد الإفتتاحي ليؤكد هذا التناقض الصارخ

فيفي عبده تستيقظ لتمسك بمجلتها التي ترأس تحريرها.

المفارقة تكمن في أن غلاف المجلة يحمل ستة أخطاء لغوية واضحة في دلالة كوميدية وغير منطقية على أن “رئيسة التحرير” (التي من المفترض أنها أديبة بارعة) هي السبب .

الفوضى التحريرية .. رئيسة التحرير الغائبة عن مجلتها

علاوة على ذلك لا يقتصر التناقض على الأداء أو المظهر العام للشخصية بل يمتد إلى منطق العمل ذاته فمن غير المعقول أن تظهر رئيسة التحرير بهذه الطريقة

يُنشر مقال على الغلاف يهاجم رجل أعمال بالإسم والصفة وهو ما يمثل كارثة مهنية محققة قد تؤدي إلى قضايا تشهير.

والمثير للدهشة هو أن رئيسة التحرير (فيفي عبده) لا تعلم شيئًا عن هذا المقال الخطير الذي نُشر وأُشير إليه على الغلاف

وهذا يعني أن المقال كُتب ونُشر ومر بعملية الطباعة دون علم المسؤولة الأولى وهو أمر يضرب بعرض الحائط أبسط قواعد العمل الصحفي والإداري.

حبيب “أشجان” .. كمال أبو رية بين الرومانسية والإنتقام

ومن ناحية أخرى ننتقل إلى شخصية “حبيب أشجان” الذي يمثل الحب القديم لمدام فيفي (أشجان).

هذا الحبيب عاد من خارج مصر بعد فراق طويل، وتتمثل صفاته المميزة في الآتي

مظهره : يرتدي الشورت دائمًا ونظارة شمس حتى داخل المنزل وشعره طويل.

طبيعته : يتحدث بلغة رومانسية دائمة في غياب مدام فيفي.

دوره الفعلي : سيكشف المسلسل لاحقًا أنه شرير يتظاهر بالحب للإنتقام من مدام فيفي.

وبناءً على هذه الأوصاف مجتمعة قرر الكاستينج دايركتور—في سرحة أخرى—أن كمال أبو رية هو الممثل الأمثل لتجسيد هذه الشخصية

مما أدى إلى خروج مسلسل “طائر الحب” إلى النور وهو عمل أثار العديد من علامات الإستفهام حول منطقية عملية إختيار الممثلين فيه.

الخلاصة .. الحاجة إلى كفاءة الكاستينج

في الختام يوضح مسلسل “طائر الحب” أهمية الدور المحوري للكاستينج دايركتور، فإن المبالغة في التخمين وعدم إحترام منطق الشخصيات والمهن المكتوبة

أدى إلى عمل لا يحمل أي مصداقية وهو ما يدعونا للتساؤل عن الآلية التي يتم بها إختيار الممثلين في بعض الأعمال الفنية فالجودة تبدأ دائمًا بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.