5 عادات تدفع أطفالنا نحو قصر النظر الشديد..الشاشات

غير مصنف

استمع الي المقالة
0:00

الشاشات والقرب المفرط.. 5 عادات تدفع أطفالنا نحو قصر النظر الشديد

 

مقدمة: يشهد العالم ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الإصابة بقصر النظر (Myopia) بين الأطفال، حتى وصل الأمر إلى حد وصفه بـ “الوباء العالمي البصري”. في حين تلعب الوراثة دوراً، تشير الأبحاث الحديثة بقوة إلى أن التغيرات في النمط المعيشي اليومي هي المحرك الرئيسي لتطور قصر النظر، خاصةً في صورته الشديدة التي تحمل مخاطر صحية على المدى الطويل. إليك 5 عادات يومية شائعة تضغط على عيون أطفالنا وتفاقم حالتهم البصرية.

العادات اليومية الخمس التي تسبب قصر النظر الشديد:

  1. الاستخدام المفرط والمتقارب للأجهزة الرقمية (وقت الشاشة الطويل): أصبح قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر هو السبب البيئي الأول. يؤدي التركيز المستمر على مسافة قريبة إلى إجهاد العضلات الهدبية للعين. هذا الإجهاد المزمن يمكن أن يحفز نمو مقلة العين لتصبح أطول من اللازم، ما يجعل الضوء يتركز أمام الشبكية بدلاً من عليها، وهذا هو تعريف قصر النظر.
  2. غياب القاعدة الذهبية (قاعدة 20-20-20): ترتبط العادة الأولى ارتباطاً وثيقاً بعدم أخذ فترات راحة منتظمة. يجب على الطفل أن يريح عينيه كل 20 دقيقة، وذلك بالنظر إلى جسم يبعد عنه 20 قدماً (حوالي 6 أمتار) لمدة 20 ثانية. إن التركيز المتواصل والمستمر لفترات طويلة على العمل القريب دون فواصل يعزز إجهاد العين ويساهم في زيادة درجة قصر النظر.
  3. النقص الحاد في الوقت الذي يقضيه الطفل في الهواء الطلق: تُعتبر هذه العادة من أقوى العوامل الوقائية المهملة. أثبتت الدراسات أن قضاء وقت كافٍ في ضوء النهار الطبيعي (يفضل ساعتان يومياً) يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بقصر النظر. يُعتقد أن الضوء الطبيعي يساعد على إفراز مادة “الدوبامين” في شبكية العين، والتي بدورها تبطئ من نمو مقلة العين الزائد المسبب لقصر النظر.
  4. القراءة والكتابة في إضاءة ضعيفة أو مائلة: القراءة أو الرسم أو الدراسة في ظروف إضاءة غير كافية أو متباينة، أو في وضعيات مائلة تضطر الطفل إلى تقريب الكتاب بشدة من عينيه، يزيد الضغط البصري. العين تحتاج إلى ضوء متساوٍ ومناسب لتقليل الجهد المبذول لتركيز الصور، والإضاءة الضعيفة تساهم في إرهاق العين وبالتالي تفاقم قصر النظر الموجود.
  5. الاقتراب الشديد من مصدر التركيز (البيئة القريبة): سواء كان الطفل يقترب بشدة من الشاشة أو يضع الكتاب على بعد سنتيمترات من وجهه، فإن هذا يمثل عبئاً هائلاً على نظام التركيز في العين. يجب الحفاظ على مسافة لا تقل عن 30-40 سم أثناء القراءة أو العمل القريب. هذه العادة هي مؤشر وعامل مساهم في آن واحد لتدهور الرؤية.

الخاتمة: إن مكافحة قصر النظر الشديد عند الأطفال تبدأ بتغيير هذه العادات اليومية الخمس. يجب على الوالدين والأطر التربوية تقنين وقت الشاشة، وتشجيع الأنشطة الخارجية، وفرض فترات راحة منتظمة كاستراتيجية وقائية رئيسية لحماية مستقبل أطفالهم البصري.