كيف تُغير عاداتك لتُقلل خطر الإصابة بالسكري إلى الثلث..الوقاية الثلاثية

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

استراتيجية الوقاية الثلاثية: كيف تُغير عاداتك لتُقلل خطر الإصابة بالسكري إلى الثلث؟

 

يُعد داء السكري، وخاصة النوع الثاني، أحد أكثر الأمراض انتشارًا في العالم. ولكن، تُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الوقاية منه ليست مستحيلة، بل هي في متناول اليد. فقد كشفت دراسة شاملة أن اتباع ثلاث تغييرات بسيطة في نمط الحياة يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة به بنسبة الثلث. تُقدم هذه التغييرات نهجًا علميًا مُتكاملًا لمكافحة المرض.


 

1. النظام الغذائي: مفتاح تنظيم سكر الدم

 

يُعد الطعام هو وقود الجسم، واختياره يُؤثر بشكل مباشر على آلية تنظيم سكر الدم.

  • آلية العمل: عندما نتناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة، يُضطر البنكرياس إلى إفراز كميات كبيرة من الأنسولين لإدخال السكر إلى الخلايا. مع مرور الوقت، قد تُصبح الخلايا أقل استجابة للأنسولين، وهي حالة تُعرف بـمقاومة الأنسولين، مما يُمهد الطريق للإصابة بالسكري.
  • الحل: يُركز النهج الوقائي على تناول نظام غذائي غني بـالألياف والكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة)، والبروتين، والدهون الصحية، مما يُساعد على إطلاق السكر في الدم بشكل تدريجي ويُخفف العبء على البنكرياس.

 

2. النشاط البدني: حارق الجلوكوز ومُعزز الأنسولين

 

لا يُعتبر النشاط البدني وسيلة لحرق السعرات الحرارية فقط، بل هو أداة فعالة لتحسين صحة الخلايا.

  • آلية العمل: تُصبح العضلات أثناء ممارسة الرياضة أكثر حساسية للأنسولين، مما يُمكنها من امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم بفاعلية أكبر حتى دون الحاجة لكميات كبيرة من الأنسولين. هذا يُقلل من مستويات سكر الدم ويُحسن من استجابة الجسم للأنسولين.
  • الحل: تُشير الدراسة إلى أن المشي السريع، أو الجري، أو السباحة، أو أي نشاط بدني مُنتظم يُعد مُهمًا جدًا للوقاية.

 

3. جودة النوم: حارس هرموناتك

 

غالبًا ما يُستهان بدور النوم في الصحة، ولكن قلة النوم تُعد أحد عوامل الخطر الخفية.

  • آلية العمل: يُؤثر الحرمان من النوم على التوازن الهرموني في الجسم. فهو يُقلل من إفراز هرمون “اللبتين” المسؤول عن الشعور بالشبع، ويزيد من هرمون “الجريلين” المُحفز للجوع. هذا الخلل يُؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن قلة النوم تُزيد من مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يُقلل من حساسية الأنسولين.
  • الحل: الحصول على قسط كافٍ من النوم (7 إلى 9 ساعات) يُساعد على تنظيم الهرمونات ويُعزز قدرة الجسم على التحكم في السكر.

خاتمة

إن الوقاية من السكري ليست مستحيلة. فالتكامل بين نظام غذائي سليم، ونشاط بدني منتظم، ونوم جيد يُشكل استراتيجية قوية وفعّالة، ويُظهر كيف أن العادات اليومية البسيطة يُمكن أن تُحدث فرقًا هائلاً في صحتنا على المدى الطويل.