كمية السكريات المسموحة لمرضى السكر يوميًا.. قواعد اللعبة للتحكم في جلوكوز الدم
يُعدّ التحكم في تناول السكريات هو الركيزة الأساسية في إدارة مرض السكري، سواء من النوع الأول أو الثاني. لكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو: ما هي الكمية المسموحة تحديداً؟ الإجابة ليست بالبساطة التي تبدو عليها، فهي تختلف بناءً على نوع السكر ومصادره، بالإضافة إلى الخطة العلاجية والاحتياجات الفردية لكل مريض.
1. التفريق بين أنواع السكريات:
الأمر لا يتعلق بالسكر الأبيض فقط، بل يجب التمييز بين نوعين أساسيين:
| نوع السكر | المصدر | إرشادات عامة لمرضى السكري |
| 1. السكريات المضافة (Added Sugars) | المشروبات الغازية، الحلويات، المخبوزات، العصائر المُحلّاة، السكر الأبيض المضاف للشاي والقهوة. | يجب تجنبها أو تقليلها إلى الحد الأدنى للغاية، حيث أنها ترفع سكر الدم بسرعة. |
| 2. السكريات الطبيعية (Natural Sugars) | الفواكه، الحليب ومنتجات الألبان (اللاكتوز). | تُستهلك باعتدال وضمن خطة الوجبات (حساب الكربوهيدرات) لأنها تأتي مع ألياف وعناصر غذائية مفيدة. |
| 3. الكربوهيدرات النشوية (Starchy Carbs) | الخبز، الأرز، المعكرونة، البطاطس. | تتحول في الجسم إلى جلوكوز، ويجب حساب حصصها كجزء من الكربوهيدرات اليومية. |
2. الكمية المسموحة من “السكر المضاف” لمرضى السكري:
في حين لا يوجد رقم “قياسي” عالمي لمرضى السكري، فإن التوصيات الغذائية العامة للحد من السكر المضاف تُصبح أكثر صرامة لهؤلاء المرضى.
- التوصيات الصارمة (للسكر الأبيض أو المضاف): يشدد العديد من أطباء التغذية على أن تكون الكمية المسموحة من السكر المضاف (أي السكر الذي يُضاف إلى الطعام) قليلة جداً أو معدومة.
- الحد الأقصى اليومي: بعض الإرشادات تضع الحد الأقصى للسكر المضاف بـ ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين (حوالي 8-10 جرامات) فقط على مدار اليوم، ويجب توزيعها بعناية.
- منظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعيات الصحية: توصي بأن لا يتجاوز السكر المضاف 5% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية للشخص السليم، وهو ما يعادل حوالي 25 جراماً (6 ملاعق صغيرة). بالنسبة لمرضى السكري، يُنصح بشدة بالاقتراب من الصفر.
3. القاعدة الذهبية: التركيز على “إجمالي الكربوهيدرات” وليس السكر فقط:
مفتاح التحكم في سكر الدم لمرضى السكري هو إدارة إجمالي الكربوهيدرات (السكريات + النشويات) التي يتناولونها، وليس فقط السكر المضاف.
- حساب الكربوهيدرات: يجب على المريض استشارة أخصائي التغذية لتحديد احتياجاته اليومية من الكربوهيدرات (عادة ما بين 45% إلى 60% من السعرات الحرارية اليومية) وتقسيمها على الوجبات.
- نوعية الكربوهيدرات: يجب التركيز على الكربوهيدرات المعقدة بطيئة الهضم والغنية بالألياف، مثل:
- الحبوب الكاملة (الشوفان، الأرز البني).
- الخضروات غير النشوية (الخضروات الورقية، البروكلي).
- البقوليات.
الخلاصة:
لا تقتصر المشكلة على ملعقة السكر في الشاي، بل في السكريات “المُخبأة” في الأطعمة المصنعة والنشويات المكررة. يجب على مريض السكري أن يتبنى نظام حياة يعتمد على الأطعمة الكاملة والحد الأدنى من السكر المضاف، مع الالتزام بخطته العلاجية ومراقبة سكر الدم باستمرار.














