وقود العقل.. أهمية فيتامين “ب12” ودوره الحيوي في صحة الدماغ

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

وقود العقل: أهمية فيتامين “ب12” ودوره الحيوي في صحة الدماغ

عند الحديث عن صحة الدماغ ووظائفه المعرفية، غالبًا ما يتم التركيز على أهمية التغذية المتوازنة وممارسة التمارين الرياضية. ومع ذلك، تلعب الفيتامينات دورًا محوريًا في دعم صحة الدماغ والحفاظ على قدراته العقلية. من بين هذه الفيتامينات، يبرز فيتامين ب12 (كوبالامين) كأحد أهم العناصر الغذائية الضرورية لوظيفة الدماغ المثلى وصحة الجهاز العصبي بشكل عام.

فيتامين ب12 هو فيتامين أساسي، مما يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاجه بنفسه ويجب الحصول عليه من مصادر خارجية، سواء من النظام الغذائي أو المكملات الغذائية. يلعب هذا الفيتامين دورًا حيويًا في العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك تكوين خلايا الدم الحمراء، وتخليق الحمض النووي (DNA)، والحفاظ على وظيفة الأعصاب.

تأثير فيتامين ب12 على صحة الدماغ:

يعد فيتامين ب12 ضروريًا للحفاظ على غشاء الميالين، وهو الغطاء الواقي الذي يحيط بالأعصاب في الدماغ والجهاز العصبي. يساعد هذا الغشاء في نقل الإشارات العصبية بكفاءة وسرعة. نقص فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى تلف هذا الغشاء، مما يبطئ أو يعيق نقل الإشارات العصبية، ويؤثر سلبًا على وظائف الدماغ المختلفة.

تشمل فوائد فيتامين ب12 للدماغ ما يلي:

تحسين الذاكرة والتركيز: يلعب فيتامين ب12 دورًا في إنتاج الناقلات العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات بين خلايا الدماغ. المستويات الكافية من هذا الفيتامين تدعم وظائف الذاكرة والتركيز والانتباه.

الوقاية من التدهور المعرفي: تشير العديد من الدراسات إلى وجود صلة بين نقص فيتامين ب12 وزيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر، خاصة لدى كبار السن. الحفاظ على مستويات صحية من فيتامين ب12 قد يساعد في الحماية من هذه الحالات.

دعم المزاج والصحة النفسية: يشارك فيتامين ب12 في إنتاج السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يلعبان دورًا هامًا في تنظيم المزاج. نقص هذا الفيتامين قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وتقلب المزاج.

تعزيز وظائف الأعصاب: فيتامين ب12 ضروري لصحة الأعصاب الطرفية والمرركزية. نقصه يمكن أن يسبب أعراضًا عصبية مثل التنميل والوخز وضعف الإحساس في الأطراف.

مصادر فيتامين ب12:

يوجد فيتامين ب12 بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية فقط، مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. هذا يجعل الأشخاص النباتيين والأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا معرضين لخطر نقص فيتامين ب12 إذا لم يحصلوا عليه من مصادر مدعمة أو مكملات غذائية.

أعراض نقص فيتامين ب12:

يمكن أن تشمل أعراض نقص فيتامين ب12 التعب والضعف، وشحوب الجلد، وضيق التنفس، والدوخة، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، وتغيرات في المزاج، وتنميل أو وخز في اليدين والقدمين. إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم استشارة الطبيب لإجراء فحص لمستويات فيتامين ب12 في الدم.

الخلاصة:

 أهمية فيتامين ب12 : من الفيتامينات الحيوية لصحة الدماغ ووظائفه المعرفية المختلفة. الحفاظ على مستويات كافية من هذا الفيتامين من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية (تحت إشراف طبي) يمكن أن يساهم في تحسين الذاكرة والتركيز، والوقاية من التدهور المعرفي، ودعم المزاج وصحة الجهاز العصبي بشكل عام. خاصة بالنسبة لكبار السن والنباتيين، من الضروري الانتباه إلى الحصول على كمية كافية من فيتامين ب12 لضمان صحة الدماغ على المدى الطويل.