هل أكل اللحوم باستمرار يسبب الأمراض؟.. تفاصيل.
استهلاك اللحوم بشكل مفرط ومتكرر يمكن أن يؤدي إلى عدة آثار سلبية على الصحة والبيئة. تشمل الأضرار الصحية لاستهلاك اللحوم باستمرار زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، والسرطانات، نتيجة لاحتواء اللحوم على الدهون المشبعة والكولسترول والهرمونات والمواد المحفزة للالتهابات.
علاوة على ذلك، يسهم صناعتها في تسبب التلوث البيئي وتدهور البيئة، حيث تتطلب إنتاج اللحوم كميات كبيرة من المياه والموارد الطبيعية، وتساهم في انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتزيد من التدهور البيئي وتقلص التنوع البيولوجي.
لذلك، يُنصح بتنويع النظام الغذائي وتقليل استهلاك اللحوم، وتناول المصادر البديلة للبروتين مثل الأطعمة النباتية والبقوليات والمكسرات، مما يعود بالفوائد على الصحة العامة والبيئة.
عندما يتم تسخين اللحوم إلى درجات حرارة عالية، وخاصة على اللهب المكشوف، يتم إنتاج الأمينات الحلقية غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، فقد ثبت أن هذه المكونات تغير الحمض النووي، ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان،الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs وPAHs.
ويتم إنشاء هذه المركبات عندما تتفاعل الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتينات والسكريات والكرياتين، وهي مادة موجودة في العضلات، عند درجات حرارة عالية، وتتشكل HCAs بشكل أساسي أثناء طرق الطهي ذات درجات الحرارة العالية مثل القلي أو الشوي.
الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات
وفقا للمعهد الوطني للسرطان، تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم المشوية مباشرة فوق اللهب المكشوف على النار، ما يسبب النيران. وتحتوي هذه النيران على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي تلتصق بعد ذلك بسطح اللحم، يمكن أيضًا العثور على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الأطعمة المتفحمة الأخرى وفي دخان الخشب والمواد العضوية الأخرى.
خطر السرطان
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فقد ثبت أن كلا من HCAs وPAHs يمكن أن يسبب تغييرات في الحمض النووي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد ربطت الأبحاث بشكل خاص هذه المواد الكيميائية بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والبروستاتا، ومع ذلك، فإن الخطر يتأثر بالكمية المستهلكة وطرق الطهي المستخدمة، ليس كل من يستهلك اللحوم المشوية يصاب بالسرطان، لكن الاستهلاك المتكرر على مدى فترة طويلة يزيد من خطر الإصابة به بشكل كبير.
كيفية تقليل المخاطر
النقع
إن نقع اللحوم قبل الطهي يمكن أن يقلل من تكوين HCAs وPAHs، ويعتقد أن بعض المكونات مثل الخل وعصير الليمون والأعشاب تشكل حاجزًا وقائيًا يقلل من كمية المواد الكيميائية الضارة.
الطهي المسبق
يمكن أن يساعد طهي اللحوم جزئيًا في الميكروويف أو الفرن أو الموقد قبل الانتهاء من طهيها على الشواية في تقليل الوقت الذي يقضيه اللحم في التعرض لدرجات حرارة عالية، وبالتالي تقليل تكوين المواد الكيميائية الضارة.
تجنب اللهب المباشر
حاول طهي اللحوم بعيدًا عن اللهب المباشر، ما يقلل من تساقط الدهون ويساعد في تقليل تكوين الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
التقليب المتكرر
يساعد تقليب اللحوم بشكل متكرر وإبقاؤها متحركة على منع تفحمها كثيرًا.
إزالة الأجزاء المتفحمة
إن قطع الأجزاء المتفحمة من اللحوم بعد الشوي يمكن أن يقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة المحتملة.
الدهون الأقل
يتفق العديد من الخبراء على أنه على الرغم من عدم الحاجة إلى استبعاد اللحوم المشوية أو المتفحمة تمامًا من نظامك الغذائي، فمن الحكمة تناولها بشكل معتدل واستخدام طرق الطهي التي تقلل من تكوين HCAs وPAHs، وإن دمج مجموعة متنوعة من طرق الطهي وإدراج المزيد من الأطعمة النباتية في نظامك الغذائي يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل المخاطر الإجمالية.