أسباب النعاس المُستمر بالنهار: هل هو مجرد إرهاق؟
الشعور بالنعاس والتعب خلال النهار أمر طبيعي يحدث للجميع من حين لآخر، خاصةً بعد ليلة نوم غير جيدة أو مجهود بدني أو ذهني كبير. لكن، عندما يصبح النعاس مُستمرًا ويؤثر على الحياة اليومية والقدرة على التركيز والأداء، فإنه يتجاوز كونه مجرد إرهاق، وقد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام.
الفرق بين الإرهاق الطبيعي والنعاس المُستمر:
- الإرهاق الطبيعي: عادةً ما يكون مؤقتًا ويزول بالراحة والنوم الجيد. يحدث بعد مجهود بدني أو ذهني أو قلة النوم.
- النعاس المُستمر: هو شعور دائم بالنعاس والتعب، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم. يؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية والاجتماعية والمهنية.
أسباب النعاس المُستمر بالنهار:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالنعاس المُستمر خلال النهار، بعضها بسيط ويمكن علاجه بتغيير نمط الحياة، والبعض الآخر قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي. من أهم هذه الأسباب:
1. قلة النوم المزمنة:
يُعتبر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً السبب الأكثر شيوعًا للنعاس المُستمر. يحتاج معظم البالغين إلى حوالي 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. قلة النوم تؤثر بشكل كبير على وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك التركيز والذاكرة والمزاج.
2. اضطرابات النوم:
هناك العديد من اضطرابات النوم التي تُسبب النعاس المُستمر، مثل:
- انقطاع النفس النومي: اضطراب يتسبب في توقف التنفس بشكل متقطع أثناء النوم، مما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم والشعور بالنعاس في النهار.
- الأرق: صعوبة النوم أو الاستمرار فيه، مما يؤدي إلى قلة النوم والشعور بالتعب في النهار.
- متلازمة تململ الساقين: شعور مزعج في الساقين يدفع الشخص إلى تحريكهما باستمرار، خاصةً في الليل، مما يُعيق النوم الجيد.
- النوم القهري (التغفيق): اضطراب عصبي يُسبب نوبات مفاجئة من النعاس الشديد خلال النهار، حتى في الأوقات غير المناسبة.
3. مشاكل صحية:
بعض المشاكل الصحية قد تُسبب النعاس المُستمر، مثل:
- الاكتئاب والقلق: تؤثر هذه الحالات النفسية على النوم والمزاج والطاقة.
- قصور الغدة الدرقية: يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى الشعور بالتعب والخمول.
- فقر الدم (الأنيميا): نقص الحديد في الجسم يُسبب الشعور بالتعب والضعف.
- أمراض القلب: بعض أمراض القلب قد تُسبب الشعور بالتعب وضيق التنفس، مما يؤثر على النوم.
- داء السكري: ارتفاع مستويات السكر في الدم أو انخفاضها قد يُسبب الشعور بالتعب والنعاس.
- الألم المزمن: الألم المستمر يُعيق النوم الجيد ويُسبب الشعور بالتعب في النهار.
4. بعض الأدوية:
بعض الأدوية قد تُسبب النعاس كأثر جانبي، مثل مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية ضغط الدم.
5. عوامل أخرى:
- نمط الحياة: عدم ممارسة الرياضة، والتغذية غير الصحية، وشرب الكحول أو الكافيين بكميات كبيرة، قد تُساهم في الشعور بالنعاس.
- العمل بنظام الورديات: تغيير أوقات النوم باستمرار يُؤثر على الساعة البيولوجية للجسم ويُسبب اضطرابات في النوم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار النعاس بالنهار لفترة طويلة، وعدم تحسنه بتغيير نمط الحياة.
- تأثير النعاس على الحياة اليومية والقدرة على العمل أو الدراسة أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية.
- وجود أعراض أخرى مصاحبة للنعاس، مثل صعوبة التركيز، أو فقدان الذاكرة، أو تقلبات المزاج، أو الصداع، أو الدوخة.
سيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب النعاس المُستمر ووضع خطة العلاج المناسبة.
نصائح للتغلب على النعاس بالنهار (في الحالات البسيطة):
- الحصول على قسط كافٍ من النوم (7-9 ساعات) في الليل.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب شرب الكحول والكافيين قبل النوم.
- الحفاظ على جدول نوم منتظم.
- التعرض لأشعة الشمس الطبيعية خلال النهار.
في الختام، النعاس المُستمر بالنهار ليس دائمًا مجرد إرهاق، وقد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية. من المهم الانتباه إلى الأعراض واستشارة الطبيب عند الضرورة لتحديد السبب وتلقي العلاج المناسب.