أعلنت شركة أوبر (Uber) عن خطط جديدة لتوسيع خدمات التوصيل الذكي اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس رؤية الشركة لتعزيز كفاءة عمليات التوصيل وتقليل وقت الانتظار وتحسين تجربة المستخدم. يأتي هذا التطور في ظل المنافسة الكبيرة داخل قطاع النقل والخدمات اللوجستية، حيث تسعى الشركات العالمية إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل التشغيل.
الخطة الجديدة تتضمن استخدام نماذج ذكاء اصطناعي لتحسين عملية توزيع السائقين، التنبؤ بأوقات الازدحام، وتحديد أفضل مسارات التوصيل في الزمن الحقيقي. كما تعمل أوبر على تطوير أنظمة تحليل متقدمة لتوقع الطلب في مناطق معينة قبل حدوثه، مما يساعد في زيادة عدد السائقين المتواجدين في المناطق ذات النشاط المرتفع.
ومن بين أبرز النقاط التي أعلنتها الشركة، هو العمل على تطوير خدمة توصيل تعتمد جزئيًا على الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة، خاصة في المدن الكبرى داخل الولايات المتحدة وأوروبا. التجارب الأولية – بحسب تصريحات الشركة – أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في وقت التوصيل بنسبة قد تصل إلى 20%، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الوقود وتقليل انبعاثات الكربون.
كما أشارت أوبر إلى أنها ستُطلق نسخة محسّنة من خوارزميات “التسعير الديناميكي” بحيث تصبح أكثر عدالة للمستخدمين، مع مراعاة الظروف المحيطة بالسائقين في نفس الوقت. وتؤكد الشركة أن هذا النظام الجديد سيساعد في تقليل التفاوت الكبير في الأسعار أثناء ساعات الذروة أو الظروف الجوية السيئة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه أوبر ضغوطًا تنظيمية في عدد من الدول بشأن حقوق السائقين، مع مطالبات بزيادة مستوى الشفافية في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة. وردًا على ذلك، قالت الشركة إنها بصدد نشر تقارير دورية توضّح كيفية عمل خوارزمياتها، وتقديم المزيد من التفاصيل حول كيفية استخدام البيانات بطريقة مسؤولة.
التوقعات تشير إلى أن العام القادم سيكون حاسمًا بالنسبة للشركة، خاصة مع بدء اختبارات موسعة للمركبات ذاتية القيادة، ودخول منافسين جدد في قطاع التوصيل السريع. ومع ذلك، يبدو أن أوبر تعتمد على الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لتعزيز قدرتها على المنافسة وتطوير خدماتها بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
بشكل عام، توسع أوبر في خدمات التوصيل الذكي يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل يعتمد على الأتمتة والسرعة، مع التركيز على تحسين الجودة وتلبية احتياجات المستخدمين في سوق شديد التغير والتنافس.
