إدمان التيك توك : خطر يهدد عقول الشباب… إستشاري نفسي يكشف الكارثة

تكنولوجيا, هام

استمع الي المقالة
0:00

إدمان التيك توك : خطر يهدد عقول الشباب… إستشاري نفسي يكشف الكارثة

في عصرنا الحالي، أصبحت منصات التواصل الإجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن بينها يبرز تطبيق تيك توك كواحد من أكثر التطبيقات إنتشارًا وتأثيرًا، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين.

ومع إزدياد ساعات إستخدامه، تتزايد التساؤلات حول آثاره على الصحة النفسية. في هذا الإطار، يوضح الدكتور جمال فرويز، إستشاري الطب النفسي، الأضرار الناجمة عن الإفراط في إستخدام هذا التطبيق، مسلطًا الضوء على مجموعة من المخاطر النفسية التي قد لا يدركها الكثيرون.

الإدمان الرقمي والقلق الإجتماعي

يُشير الدكتور فرويز إلى أن الطبيعة السريعة والمثيرة لمحتوى تيك توك قد تُؤدي إلى حالة من الإدمان الرقمي. فالمشاهد يستمر في التمرير بين مقاطع الفيديو القصيرة بحثًا عن الإثارة الجديدة، مما يُحفز إفراز الدوبامين في الدماغ، ويخلق لديه رغبة ملحة في الإستمرار، وهي آلية مشابهة لآليات الإدمان التقليدي.

بالإضافة إلى ذلك، يُسبب الإفراط في متابعة حياة الآخرين الشعور بالقلق الإجتماعي، حيث يبدأ المستخدم في مقارنة حياته بحياة الآخرين الظاهرة على الشاشة، والتي غالبًا ما تكون مُنمقة وغير واقعية، مما يُولّد لديه شعورًا بعدم الرضا عن الذات وتدني الثقة بالنفس.

تأثيرات على التركيز والذاكرة

من أبرز الأضرار التي يُشير إليها إستشاري الطب النفسي، هي تأثير تيك توك السلبي على قدرة الفرد على التركيز.

إن طبيعة مقاطع الفيديو القصيرة جداً (أحيانًا لا تتجاوز بضع ثوانٍ) تُعوّد الدماغ على إستقبال كم هائل من المعلومات في وقت قصير جداً، مما يُضعف قدرته على التركيز لفترات طويلة.

وهذا يُمكن أن يُؤثر بشكل مباشر على الأداء الأكاديمي والمهني، حيث يصبح من الصعب إنجاز المهام التي تتطلب تركيزاً عميقاً. كما أن هذا الإستخدام المفرط قد يُؤثر أيضاً على الذاكرة، حيث لا يمنح الدماغ الوقت الكافي لتخزين المعلومات ومعالجتها بشكل صحيح.

إضطرابات النوم والمشاكل السلوكية

يُشدّد الدكتور فرويز على العلاقة بين الإستخدام المفرط لتيك توك وإضطرابات النوم. إن مشاهدة المحتوى قبل النوم مباشرة تُحفز الدماغ وتُعيق قدرته على الإسترخاء، كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يُقلل من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.

وعلى المدى الطويل، قد يُؤدي ذلك إلى الأرق وإضطرابات في دورة النوم الطبيعية. علاوة على ذلك، يُمكن أن يُساهم المحتوى العنيف أو غير اللائق في ظهور بعض المشاكل السلوكية لدى الفئات العمرية الصغيرة، مما يتطلب إشرافاً أبوياً مستمراً ومُدركاً لهذه المخاطر.

خلاصة وتوصيات

في النهاية، يُوضح الدكتور فرويز أن تيك توك ليس شراً مطلقاً، ولكنه أداة يجب التعامل معها بحذر ووعي.

يُنصح بوضع حدود زمنية واضحة لإستخدامه، والإنتباه إلى جودة المحتوى المُتابع، بالإضافة إلى الحرص على إيجاد أنشطة بديلة تُساعد على تعزيز الصحة النفسية والإجتماعية، مثل ممارسة الرياضة أو قراءة الكتب أو قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.

إن الوعي بهذه الأضرار هو الخطوة الأولى نحو تحقيق توازن صحي في عالمنا الرقمي المتسارع.