موعد نزول الله إلى السماء الدنيا وأسرار الثلث الأخير من الليل
لا شك أن سؤال العباد عن موعد نزول الله إلى السماء الدنيا كل يوم يعد من أهم الأمور التي قد يجهلها الكثيرون مما يتسبب في ضياع بركات ونفحات وأرزاق عظيمة وأدعية مستجابة عليهم
بل إن إدراك هذا الوقت المبارك يعتبر بمثابة العثور على طاقة القدر لأن الدعاء في هذه الساعات يمثل بوابة حقيقية لتحقيق الأحلام وقضاء الحوائج الصعبة
بالإضافة إلى كونه فرصة ذهبية لكل مذنب يطمع في عفو ربه حيث ينزل الله عز وجل ليقبل توبة التائبين ويغفر ذنوب المستغفرين ويجبر خواطر الداعين وهذا هو أعظم رجاء يتعلق به قلب العبد المؤمن.
متى ينزل الله إلى السماء الدنيا كل يوم
بناء على ما ورد في السنة النبوية المطهرة فقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل والنهار ليتوب مسيئو النهار والليل
على حد سواء كما أرشدنا صلوات الله وسلامه عليه إلى أن موعد نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل تحديداً وذلك لكي يغفر للمستغفرين ويستجيب لمن ناداه ويعطي السائلين من فضله العظيم
وقد جاء في الحديث الشريف أن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله إنه إذا مضى شطر الليل الأول أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى وهل من داع يستجاب له وهل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح.
توقيت بداية ونهاية وقت النزول الإلهي
من الناحية الفقهية والزمنية يبدأ الليل من لحظة أذان المغرب وينتهي عند أذان الفجر الثاني وبناء على تقسيم هذه المدة إلى ثلاثة أجزاء متساوية يتضح أن الثلث الأخير يبدأ تقريباً من الساعة الواحدة صباحاً ويستمر حتى أذان الفجر الصادق ومن ثم فإن وقت نزول الله إلى السماء الدنيا يمتد خلال هذه الساعات المباركة
وعلاوة على ذلك يفضل أن يؤدي المسلم صلاة قيام الليل في هذا التوقيت اقتداء بنبي الله داود عليه السلام الذي كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه
وهذا يعني أنه كان يصلي في الثلث الأخير لما له من فضل كبير حيث يكون الله قريباً من عباده في هذه الساعة التي تسبق الفجر مباشرة.
كيفية حساب الثلث الأخير من الليل
لكي يتمكن المسلم من تحديد هذا الوقت بدقة فإنه يحسب عدد الساعات من المغرب إلى الفجر ثم يقسمها على ثلاثة فإذا بدأ الليل من المغرب وإنتهى عند الفجر
يتبين أن الثلث الأخير يبدأ غالباً من الساعة الثانية صباحاً وما بعدها ويستحب فيه الإجتهاد في العبادة والذكر لأن الله تعالى ينزل في هذا الجزء من الليل نزولاً يليق بجلاله وعظمته دون أن يسأل ملائكته عن عباده
بل يتفقد أحوالهم بنفسه عز وجل ويستجيب لمن يطرق بابه في تلك الساعة التي يغفل فيها الكثيرون.
أحاديث نبوية عن فضل ساعة الإستجابة
لقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له
وهذا النزول الإلهي يتضمن وعداً بالإستجابة لكل من طلب حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة كما ورد في جامع الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن إستطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن
وبناء على ذلك فإن هذا الوقت هو وقت خلوة مقدسة يترك فيها العبد راحته ونومه ليناجي ربه مما يدل على خلوص نيته وصدق رغبته ولذلك ضمن الله فيه الإجابة المقرونة بالإخلاص.













