حكاية رحيل شقيق نهال عنبر في صمت وحيداً بين الغربة والموت
بين أروقة الفن وذكريات الطفولة تطل علينا قصة إنسانية مؤلمة عاشتها الفنانة نهال عنبر التي واجهت صدمة فقدان شقيقها الوحيد عصام في بلاد الغربة بطريقة مأساوية تركت أثرآ لا يمحى في قلبها.
جذور نشأة نهال عنبر وعلاقتها بالفن
ولدت نهال عنبر في أسرة متميزة حيث كانت والدتها سيدة أعمال ناجحة في محافظة المنوفية بينما كان والدها دبلوماسيا ينتمي لمحافظة الشرقية.
ونظرا لطبيعة عمل الوالد في هيئة قناة السويس إستقرت الأسرة في فيلا بمنطقة بورتوفيق.
ومنذ نعومة أظفارها ظهر عشق نهال للتمثيل فكانت تشارك في كافة العروض المدرسية بفضل جمالها الملفت وحضورها القوي.
وقد كانت نقطة التحول حين حضرت حفلة للفنان عبد الحليم حافظ والتقطت لها صحفية صورة نُشرت كغلاف للمجلة مما لفت إنتباه المنتج رمسيس نجيب الذي عرض عليها فورا بطولة ثلاثة أفلام أمام الفنانة شادية.
رحلة الإغتراب وتوطيد العلاقة الأخوية
رفضت والدة نهال دخول إبنتها عالم التمثيل في ذلك الوقت بسبب تخوفها من طبيعة المشاهد السينمائية مما تسبب في قطيعة بينهما دامت شهرين.
ومن أجل إبعادها عن هذا المجال قررت الأم إرسال نهال إلى شقيقها عصام في الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراستها.
وهناك بدأت علاقة نهال بأخيها الذي كان يعمل طيارا تأخذ منحى أعمق حيث أصبح هو سندها ووحيدها في بلاد الغربة.
وبعد إنتهاء دراستها عادت نهال إلى مصر لتشق طريقها في التمثيل وتستقر أسريا بينما ظل عصام يعيش حياته وحيدا في أمريكا.
مكالمة الوداع الأخيرة وإنقطاع الأثر
حكاية رحيل شقيق نهال عنبر فإستمر التواصل بين الشقيقين لسنوات طويلة ولكن في شهر مارس من عام 2025 جرت مكالمة هاتفية كانت هي الأخيرة.
وفي تلك المكالمة التي إستمرت ساعة كاملة تحدث عصام عن تفاصيل دقيقة في مصر وسأل عن الجيران والنادي وكأنه يودع وطنه وأخته.
وبعد تلك المكالمة إنقطعت أخباره تماما. ومع إنشغال نهال بظروف إبنها حسام لم تلاحظ الغياب الطويل إلا مع حلول شهر رمضان المبارك حين حاولت تهنئته لتكتشف أن هاتفه خارج الخدمة وأن رسائلها الإلكترونية لا تجد صدى.
لحظات الرعب والتدخل الأمني
عاشت نهال أياما عصيبة من القلق والبكاء المستمر خوفا على شقيقها الوحيد المتبقي من عائلتها.
وبعد إستشارة أصدقاء لها تواصلت مع المنتجة فيولا المقيمة في كاليفورنيا والتي نصحتها بضرورة إبلاغ الشرطة الأمريكية.
وبالفعل بدأت التحقيقات الرسمية للتأكد من صلة القرابة قبل التحرك نحو منزله.
وفي لحظات تحبس الأنفاس تابعت نهال عبر الهاتف عملية إقتحام الشرطة للمنزل لتكتشف الفاجعة الكبرى وهي وفاة شقيقها وحيدا منذ شهر ونصف قبل العثور عليه.
ألم الفراق وصعوبة التجاوز
رغم مرور عدة أشهر على تلك الواقعة الأليمة إلا أن الفنانة نهال عنبر ما زالت تعيش تحت وطأة الصدمة.
فالفراق لم يكن عاديا بل جاء مغلفا بمرارة الوحدة والغربة. وتؤكد نهال في حديثها أنها لا تستطيع تجاوز هذا الإحساس بالخسارة خاصة أن عصام لم يكن مجرد أخ بل كان هو العائلة وما تبقى لها من رائحة الماضي والذكريات الجميلة.














