مسلسل بين السرايات رؤية مؤلمة لتحول التعليم وإنهيار القيمة
يتناول مسلسل “بين السرايات” من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز، قضية جوهرية وغاية في الأهمية تخص التعليم ولكن بطريقة قاسية ومؤثرة تُظهر التباين الصارخ بين الماضي والحاضر.
ومما يُذكر أن هناك جزءًا محددًا في المسلسل يصور هذا التباين لا يُعرض على شاشات القنوات رغم قيمته الكبيرة.
التعليم بين الماضي والحاضر: صراع الهُوية
جامعة القاهرة .. رمز المجد الذي اضمحل
تبدأ الحلقة الأولى من المسلسل بمشهد بصري مُتقن ودقيق يعكس مجد الماضي.
1. إشراقة البداية والفخامة
مستهلًا المشهد تعرض الشاشة صورًا قديمة لمصر مصحوبة بموسيقى أوبيرالية فخمة تُوحي بالعظمة.
تبرز صور رموز جامعة القاهرة وعلى رأسهم عميد الأدب العربي طه حسين.
كما تظهر لقطات لأشخاص يرتدون ملابس أنيقة وراقية يجلسون في قاعات المحاضرات فيما يُعزز صورة التعليم كقيمة حضارية.
2. إستعراض قادة الفكر والعمارة
بعد ذلك يستعرض المسلسل رؤساء الجامعة الأجلاء ومن بينهم أحمد لطفي السيد ود. علي إبراهيم باشا ود. محمد كامل مرسي وعبد الوهاب مورو
مما يؤكد عراقة المؤسسة وأثرها العميق. وفي تلك الأثناء تظهر القبة التاريخية لجامعة القاهرة شامخة ومتفردة لا يحيط بها شيء يشوه جمالها.
الإنحدار والواقع الصادم
1. انكماش الرمز وغزو العشوائية
على إثر ذلك تبدو قبة الجامعة وكأنها قد إنكمشت وصغُرت بينما ترتفع حولها العشوائيات والمباني المصنوعة من الطوب الأحمر التي تفتقر إلى الجمال والروح.
لذلك يتجسد التدهور العمراني والحضاري حول صرح التعليم العظيم.
2. صوت الإنحدار الثقافي
ختامًا يُسمع صوت المغني محمود الليثي بكلماته اللاذعة التي تلخص الحال: “احنا في زمن العلوم ولا زمن العوالم… إزاي بقى حالنا كدا يصعب ع الكافر؟”
تُعد هذه الكلمات بمثابة صرخة تساؤل عن هوية الحاضر ومكانة العلم والفكر فيه، الأمر الذي يدفعنا للتفكير مليًا في هذا التحول المؤسف.
ختامًا يُظهر هذا الجزء غير المعروض من المسلسل ببراعة شديدة كيف تدهورت قيمة التعليم في وعي الأمة متحولًا من مشروع بناء إلى مجرد أداة للنجاح السطحي.
#بهاء_حجازي












