سر اللسعة الكهربائية عند لمس الآخرين تفسير علمي وحلول بسيطة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

مفاجأة: سر اللسعة الكهربائية عند لمس الآخرين ؟

هل سبق لك أن مددت يدك لمصافحة شخص أو لمست سطحًا معدنيًا وشعرت فجأة بلسعة كهربائية خفيفة؟

هذه الظاهرة الشائعة، التي غالبًا ما تثير الدهشة أو حتى بعض الخوف، لها تفسير علمي بسيط يكمن في أساسيات الكهرباء الساكنة. دعونا نتعمق في فهم هذه الظاهرة الغريبة.

فهم أساسيات الكهرباء الساكنة

تتكون جميع المواد من ذرات، وتحتوي هذه الذرات على جزيئات مشحونة : إلكترونات سالبة الشحنة تدور حول بروتونات موجبة الشحنة.

في الحالة الطبيعية، تكون معظم الأجسام متعادلة الشحنة، مما يعني أن عدد الإلكترونات يساوي عدد البروتونات.

ومع ذلك، يمكن أن يحدث إختلال في هذا التوازن.

تنشأ الكهرباء الساكنة عندما تتراكم الشحنات الكهربائية على سطح جسم ما ولا يمكنها التدفق بحرية. يحدث هذا عادةً عندما تحتك مادتان ببعضهما البعض، مما يتسبب في إنتقال الإلكترونات من جسم إلى آخر.

الجسم الذي يفقد إلكترونات يصبح موجب الشحنة، بينما الجسم الذي يكتسب إلكترونات يصبح سالب الشحنة.

كيف تتراكم الشحنات على أجسامنا؟

أجسامنا، مثل أي جسم آخر، يمكن أن تتراكم عليها الشحنات الكهربائية الساكنة.

غالبًا ما يحدث هذا التراكم بسبب الإحتكاك مع البيئة المحيطة بنا. على سبيل المثال:

حركة الملابس : عند المشي، تحتك ملابسنا بأجسامنا أو بملابس أخرى، مما يسبب إنتقال الإلكترونات.

الأحذية والسجاد : يمكن للأحذية، خاصة تلك ذات النعال المطاطية، أن تحتك بالسجاد أو الأرضيات، مما يؤدي إلى تراكم الشحنات.

الطقس الجاف : في الطقس الجاف، تكون جزيئات الماء في الهواء أقل، وتقل قدرتها على تبديد الشحنات الكهربائية، مما يزيد من إحتمالية تراكمها.

الأغطية والأسطح : الإحتكاك بالبطانيات، أو أغطية الأثاث، أو حتى مقاعد السيارة يمكن أن يؤدي إلى إكتساب أو فقدان الإلكترونات.

عندما تتراكم هذه الشحنات على أجسامنا، نصبح بمثابة “بطارية” مشحونة.

لماذا نشعر باللسعة عند لمس الآخرين؟

عندما يلمس جسم مشحون جسمًا آخر ذا شحنة مختلفة (أو متعادل الشحنة)، تحاول هذه الشحنات أن تتساوى في التوزيع.

في حالة اللسعة الكهربائية، يحدث ما يُعرف بـ التفريغ الكهربائي (Electrostatic Discharge – ESD).

عندما تكون أنت أو الشخص الذي تلمسه مشحونًا بالكهرباء الساكنة، فإن اللمس يوفر مسارًا سريعًا لهذه الشحنات لكي تنتقل وتتعادل.

هذا التدفق المفاجئ والسريع للإلكترونات هو ما نشعر به كـ “لسعة” أو “صدمة” كهربائية.

على الرغم من أنها قد تكون مزعجة، إلا أنها عادةً ما تكون غير ضارة لأن كمية التيار الكهربائي المتدفقة صغيرة جدًا.

كيفية تقليل إحتمالية الشعور باللسعة الكهربائية

لحسن الحظ، هناك بعض الخطوات التي يمكنك إتخاذها لتقليل إحتمالية الشعور بهذه اللسعات المزعجة

ترطيب الهواء : إستخدام جهاز ترطيب الجو في الأماكن الجافة يمكن أن يساعد على تبديد الشحنات الكهربائية.

إرتداء الأقمشة الطبيعية : الأقمشة مثل القطن والصوف تميل إلى تجميع شحنات كهربائية أقل من الأقمشة الإصطناعية مثل البوليستر.

إستخدام مواد مضادة للكهرباء الساكنة : يمكن رش بعض الأسطح أو الملابس ببخاخات مضادة للكهرباء الساكنة.

تفريغ الشحنات ببطء : قبل لمس شخص آخر، حاول لمس سطح معدني كبير (مثل مقبض باب معدني أو إطار نافذة) لتفريغ الشحنات ببطء وبدون إحساس اللسعة.

الخلاصة

إن سر اللسعة الكهربائية عند لمس الآخرين هو ظاهرة طبيعية تمامًا ونتيجة مباشرة لتفاعل الكهرباء الساكنة.

فهم هذه المبادئ الأساسية يمكن أن يخفف من دهشتك ويساعدك على التعامل معها بشكل أفضل.