الشق الزلزالي برأس محمد حيث يلتقي تاريخ الأرض بعمق البحر
https://www.instagram.com/reel/DQB-QWkCLhU/?igsh=b3FzOXlicHVuZmV0
يُعدّ الشق الزلزالي في محمية رأس محمد الطبيعية بجنوب سيناء من أبرز العجائب الجيولوجية الفريدة على أرض مصر بل وعلى مستوى العالم حيث يتوافد عليه يومياً الآلاف من الزوار من مختلف بقاع الأرض بما في ذلك علماء الجيولوجيا ومصورو الطبيعة لمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية النادرة.
خصائص الشق الزلزالي برأس محمد وأبعاده
يتميز هذا الشق بخصائص فيزيائية لافتة إذ يبلغ طوله 42 مترًا ويتراوح عرضه ما بين 0.2 و 2 متر بينما يصل عمق المياه فيه إلى 14 مترًا.
هذا الشق ليس مجرد صدع سطحي بل يتصل بمياه البحر المحيطة عبر نظام من الكهوف الداخلية تحت سطح الأرض.
تتكون صخور الشق من الشعاب المرجانية المتحفرة مما يضيف إليه قيمة بيئية وتاريخية.
النشأة والتكوين تاريخ يعود لبداية البحر الأحمر
تشير الدراسات الرسمية لمحمية رأس محمد إلى أن نشأة هذا الشق ترجح إلى الحركات النشطة للقشرة الأرضية في المنطقة تحديداً عند بداية تكوين البحر الأحمر وخليج العقبة.
وقد تسبب في ذلك فالق أرضي نشط يُعرف بإسم “فالق الوادي المتصدع” أو “حفرة الإنهدام” الذي يمتد من جنوب إثيوبيا شمالاً بمحاذاة شرق البحر المتوسط.
مع ذلك ظل هذا الشق مختفياً تحت الطبقة السطحية للأرض حتى عام 1968 عندما أدت هزة أرضية في المنطقة إلى كسر الطبقة السطحية وكشف النقاب عن النظام الكهفي الداخلي.
لاحقًا إتسع الشق بشكل ملحوظ إثر زلزال عام 1992.
الحياة البيئية داخل الشق وندرة كائناته
على الرغم من طبيعة الكهوف إلا أن الشق الزلزالي يُعد موطناً لكائنات حية تتكيف مع هذه البيئة الخاصة.
ومن الأمثلة على ذلك رصد وجود الجمبري الأحمر الأعمى إضافة إلى أنواع من الرخويات والطحالب.
نتيجةً لذلك يجذب الشق إهتمام السائحين والمهتمين بعلوم البحار والزلازل وفرق تصوير الحياة الطبيعية بفضل مشهد خط الماء الذي يتوسط الإستواء الصخري الساحر.
إرشادات المحمية وأهمية الحفاظ على سلامة الزوار والبيئة
تولي إدارة محمية رأس محمد أهمية قصوى لسلامة الزوار والحفاظ على إستقرار الموقع الطبيعي.
لذلك وضعت تحذيراً واحداً لمن يزور الشق وهو “عدم النزول إلى الشق الزلزالي”.
هذا الإجراء ضروري لحماية الشق من التأثر والإنهيار المحتمل لأجزاء منه وضمان سلامة الجميع.
محمية رأس محمد إرث طبيعي عالمي
يقع الشق الزلزالي ضمن منظومة متكاملة من المحطات والمزارات الهامة داخل محمية رأس محمد التي أسست عام 1983
وتقع على بعد 12 كم من شرم الشيخ عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة. وتصنف المحمية عالمياً كإحدى أجمل مناطق الغطس في العالم وتعد تراثاً عالمياً.
من أهم المعالم الأخرى في المحمية
منطقة البركة المسحورة : التي تعتمد على حركة المد والجزر.
قناة المانجروف : التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة.
مناطق الغطس والسباحة : التي تتميز بالشواطئ المرجانية والأسماك الملونة.
مناطق الحفريات : التي تحتوي على حفريات تتراوح أعمارها بين 75 ألف سنة و 20 مليون سنة.
وعلاوة على ذلك تشتهر المحمية بتنوعها البيولوجي الهائل الذي يشمل:
الطيور : كالنسور والصقور والبلشونات.
الثدييات : مثل ثعلب الفنك الغزال المصري والماعز الجبلي.
الأحياء البحرية : كالقرش والتونة والترسة البحرية (السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض).
بالإضافة إلى ذلك يفضل العديد من السائحين التخييم والإقامة لعدة أيام في المحمية للإستمتاع بالطبيعة البكر والهدوء بعيداً عن الضوضاء.
وبالفعل تعتبر رأس محمد واجهة طبيعية تتصدر جدول زيارات الأفواج السياحية الوافدة إلى جنوب سيناء.














