النظام الغذائي النوردي سلاح طبيعي لمواجهة السكري والكبد الدهني
كشفت دراسة سويدية حديثة نُشرت في مجلة “Nature Communications” عن نتائج مذهلة تتعلق بقدرة النظام الغذائي “النوردي” الصحي على تحسين جودة الحياة لمرضى السكري والكبد الدهني.
ويقوم هذا النظام بشكل أساسي على تناول الأسماك والخضروات والتوت والحبوب الكاملة والبقوليات مما يساهم في تقليل الآثار الضارة لمرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهني غير الكحولي (MASLD) بشكل ملحوظ.
تحدي الكبد الدهني المرتبط بخلل الأيض
يُعد مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل الأيض أحد التحديات الصحية المتزايدة عالمياً حيث يختلف تماماً عن المشاكل الناتجة عن الكحول إذ ينشأ بسبب تراكم الدهون الزائدة داخل خلايا الكبد.
ومن المثير للقلق أن هذا المرض قد يصيب ما يصل إلى 40% من السكان في بعض الدول دون ظهور أعراض واضحة مما يجعله خطراً صامتاً يهدد الصحة العامة.
تفاصيل الدراسة الميدانية ومنهجيتها
لقد أشرف باحثون من جامعة “أوبسالا” السويدية بقيادة البروفيسور “أولف ريسيروس” على متابعة أكثر من 150 شخصاً يعانون من السكري أو مرحلة ما قبل السكري.
وبناءً على ذلك تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات رئيسية حيث إتبعت المجموعة الأولى نظاماً نباتياً منخفض الكربوهيدرات وغنياً بالدهون غير المشبعة
بينما التزمت المجموعة الثانية ب النظام الغذائي النوردي الصحي في حين إستمرت الثالثة على نمطها المعتاد مع تقليل السكريات فقط.
نتائج مبهرة في السيطرة على السكر والوزن
عقب مرور عام كامل من البحث دون فرض قيود على السعرات الحرارية أظهر النظام النوردي تفوقاً إستثنائياً في تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم على المدى الطويل.
وعلاوة على ذلك فقد ساهم هذا النمط الغذائي في خفض الكوليسترول الضار وتقليل الإلتهابات وتحسين إنزيمات الكبد بفاعلية كبيرة.
تأثيرات جوهرية على دهون الكبد والشفاء
أثبتت النتائج أن النظام النوردي أدى إلى إنخفاض دهون الكبد بنسبة تتجاوز 20% لدى مرضى السكري.
والأهم من ذلك هو دخول أكثر من نصف المصابين بالكبد الدهني في مرحلة “الريميشن” أو الشفاء التام.
وفي هذا السياق أكد الدكتور “مايكل فريدن” أن سهولة الإلتزام بهذا النظام تكمن في كونه لا يعتمد على الحرمان بل على جودة المكونات مما أدى لفقدان الوزن بشكل تلقائي.
سر الفعالية والواقع الصحي الراهن
تُعزى هذه النتائج الإيجابية إلى زيادة إستهلاك الشوفان والخبز الكامل والحد من استخدام الزبدة مما يقلل من حدة الإلتهابات في الجسم.
وتأتي هذه الدراسة في وقت حرج حيث يعاني الملايين حول العالم من السكري المشخص وغير المشخص بالإضافة إلى إنتشار الكبد الدهني الذي يصيب واحداً من كل خمسة أشخاص دون أن يدرك معظمهم إصابتهم بالمرض.














