مفتاح التركيز والإنتباه يكمن في توقيت إشارات الدماغ

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

مفتاح التركيز والإنتباه يكمن في توقيت إشارات الدماغ

لطالما حيرت القدرة على التركيز والإنتباه في بيئة مليئة بالمشتتات العلماء، فكيف يمكن للدماغ أن يختار صوتًا واحدًا من بين كل هذه الضوضاء؟

توصل فريق من العلماء في جامعة بريمن الألمانية إلى أن السر لا يكمن فقط في قوة النشاط الكهربائي للدماغ، بل في توقيته الدقيق أيضًا، وهو ما يُعدّ فتحًا علميًا قد يُحدث ثورة في فهمنا لمرض الزهايمر وإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه (ADHD).

إيقاعات “غاما”: بوابة الدماغ الإنتقائية

أظهر الباحثون أن الدماغ يستخدم ما يُعرف بإسم “إيقاعات غاما”، وهي موجات كهربائية تتذبذب ما بين 30 و90 مرة في الثانية، كبوابة توقيت للتحكم في تدفق المعلومات.

فبدلًا من معالجة جميع الإشارات الواردة على قدم المساواة، يضخّم الدماغ الإشارات التي تصل متزامنةً مع ذروة نشاط هذه الموجات، بينما يتجاهل أو يخمد تلك التي تأتي في اللحظة غير المناسبة.

هذه الآلية هي ما تسمح لنا بالتركيز على محادثة واحدة في غرفة صاخبة أو على سيارة تظهر فجأة عند عبور الشارع، بينما تتلاشى المشتتات الأخرى في الخلفية .

التوقيت هو مفتاح المعالجة السليمة

أوضح الباحثون أن وصول الإشارة إلى الدماغ مبكرًا جدًا أو متأخرًا جدًا لا يكون له أي تأثير، أما إذا وصلت ضمن الإطار الزمني الحساس، فإنها تغير من نشاط الخلايا العصبية وتؤثر على سلوكنا.

هذا التوقيت الدقيق يُعدّ أساس المعالجة الإنتقائية للمعلومات التي يحتاجها الدماغ للإستجابة السريعة وإتخاذ القرارات السليمة.

تطبيقات الإكتشاف في حالات ضعف الإنتباه

يُعدّ هذا الإكتشاف هامًا للغاية لأنه يفسر سبب ضعف الإنتباه في حالات مثل إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه، والفصام، ومرض الزهايمر، التي تظهر جميعها إضطرابًا في إيقاعات غاما.

ففي أدمغة المصابين بهذه الحالات، قد لا يحدث التزامن المطلوب، مما يجعل من الصعب عليهم إستبعاد المشتتات والتركيز على المهمة المطلوبة.

وقد أشارت دراسات سابقة، مثل الدراسة التي أُجريت عام 2016 على الفئران المصابة بالزهايمر، إلى أن تحفيز إيقاعات غاما قد يساعد في تقليل تراكم البروتينات السامة في الدماغ، مما يفتح آفاقًا جديدة للعلاج.

آفاق ديدة للمستقبل

تؤكد هذه النتائج أن الإدراك السليم يرتبط إرتباطًا وثيقًا بالتوقيت الدقيق لإشارات الدماغ. فيؤكد أن مفتاح التركيز والإنتباه هذا الفهم الجديد قد يفتح الباب أمام تطوير تدخلات وعلاجات جديدة لتحسين الإنتباه والذاكرة.

كما أنه قد يساهم في تصميم تقنيات واجهة بين الدماغ والحاسوب (Brain-Computer Interface) لتعزيز المعالجة الإنتقائية للمعلومات وتخزينها بكفاءة.

هل تعتقد أن هذا الإكتشاف سيؤثر بشكل كبير على كيفية التعامل مع الأمراض المرتبطة بالتركيز والذاكرة  في المستقبل؟