السهر وتأثيره على الصحة : تحذير من عادة تسرق شبابك
نتعرض في حياتنا اليومية للعديد من الضغوط التي قد تدفعنا لتغيير أنماط نومنا.
ومع إنتشار التكنولوجيا الحديثة، أصبح السهر لساعات طويلة من الليل والنوم نهارًا عادة شائعة لدى الكثيرين.
ولكن هل فكرنا يومًا في الأضرار الخفية التي يمكن أن يسببها هذا النمط لحياتنا وصحتنا على المدى الطويل؟
تجربة شخصية لأحد السياح في تركيا تسلط الضوء بشكل مفاجئ ومقلق على خطورة هذه العادة.
تجربة غيرت نظرة سائح للحياة
في إجازة سياحية بتركيا، أقام أحد السياح في فندق مردان بالاس، وهو فندق رائد يضم منتجعًا صحيًا حائزًا على جائزة التميز العالمية في عام 2010.
دفع الفضول هذا السائح للإستفادة من علاجات المنتجع، وهناك كانت الصدمة التي غيرت نظام حياته بالكامل.
أثناء خضوعه لفحص من قبل الطبيب، تم تركيب جهاز على رأسه. لم يفهم السائح الإشارة الأولى التي أصدرها الجهاز، ولكن الطبيب المشرف شرحها له بسؤال مباشر:
“كم ساعة تنام بالليل؟” وعندما إستغرب السائح من السؤال، أوضح الطبيب أن الإشارة الإلكترونية للجهاز تشير إلى أنه لا ينام بالليل.
الكشف عن سر “خلية النمو”
إعترف السائح بأنه يقضي ساعات طويلة من الليل على الإنترنت والتلفاز ثم ينام في النهار.
هنا، جاء رد الطبيب ليحمل مفاجأة مدوية : “هذا يسبب خمولًا شديدًا لخلية في المخ وهي المسؤولة عن النمو.”
تعجب السائح من هذا التفسير، متسائلًا عن أي نمو يتحدث عنه الطبيب وهو ليس طفلًا ليظل ينمو.
إبتسم الطبيب وأوضح أن “النمو” الذي يعنيه هو المحافظة على أعضاء الجسد جميعًا من إصابتها بالشيخوخة، بدءًا بالجلد ومرورًا بالقلب والكلى والكبد والأمعاء والعظام وغيرها.
الغدة الصماء وسر عملها الليلي
وأضاف الطبيب معلومة بالغة الأهمية: “هذه الغدة لا تعمل في النهار حيث تتوقف عن العمل في الفجر.
عملها فقط بالليل إذا كان الإنسان نائمًا.” وأوضح أن هذه الغدة هي المسؤولة عن إفراز هرمونات النمو، والتي لا تقتصر وظيفتها على نمو الأطفال والمراهقين فحسب، بل تلعب دورًا حيويًا في تجديد الخلايا وإصلاح الأنسجة في جميع مراحل العمر.
عندما لا ينام الإنسان ليلًا، تتوقف هذه الغدة عن العمل بفاعلية، وبالتالي تهاجم الأمراض أعضاء أجسادنا الهرمة التي لن تقوَ على مقاومتها.
إستعادة النظام الطبيعي للحياة
تأثر السائح بشدة بهذه المعلومات الصادمة التي كشفت له عن الخطر الحقيقي للسهر.
من تلك اللحظة، قرر أن يستعيد نظام حياته الطبيعي الذي شوّهته التكنولوجيا الحديثة والسهر.
لقد أدرك أهمية النوم الليلي العميق لصحة الجسد والعقل، مرددًا الآية الكريمة: “وجعلنا الليل لباسًا” (سورة النبأ، الآية 10)، التي تؤكد على الدور الأساسي لليل في الراحة والسكينة وتجديد الطاقة.
إن هذه التجربة ليست مجرد قصة عابرة، بل هي دعوة صريحة لنا جميعًا لإعادة التفكير في عادات نومنا.
السهر وتأثيره على الصحة ليس مجرد تغيير في جدول النوم، بل هو تدخل في النظام البيولوجي الطبيعي لأجسامنا، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتنا وشبابنا.