نادين لبكي تتحدث عن التمويل والإخراج والتحديات السينمائية في مهرجان البحر الأحمر
أُقيمت اليوم ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 جلسة حوارية مع المُخرجة اللبنانية نادين لبكي حيث سلطت الضوء على أبرز محطات مسيرتها الفنية كما تناولت صعوبة صناعة السينما في المنطقة العربية وضرورة دور الفن في إحداث التغيير.
تطرقت الجلسة كذلك إلى تفاصيل تجربتها في التعامل مع التمويلات الغربية وإخراجها لفيلم “كفرناحوم” الذي حصد نجاحاً عالمياً باهراً.
تحدي التمويل الغربي : هل يفرض أجندات
نادين لبكي تتحدث عن التمويل في خلال الجلسة الحوارية أجابت المُخرجة نادين لبكي على سؤال حول تعاملها مع الشركاء والتمويلات الغربية للسينما لا سيما مع الصورة النمطية السائدة عن العرب في الإعلام الغربي. على الرغم من ذلك أكدت لبكي أنها لم تشعر أبداً بأي ضغط من التمويل الغربي بشأن كيفية تقديم ثقافتها وقصصها على الشاشة.
أوضحت لبكي أنها ليست في مرحلة تسمح بالحصول على تمويل من الدول التي تعيش وتعمل فيها مشيرة إلى أنها حصلت على تمويل من العالم الغربي لعدم تمكنها من الحصول على تمويل لبناني.
بالإضافة إلى ذلك أكدت المخرجة أنها حينما حصلت على هذا التمويل لم تشعر بوجود ضغط محدد يُمارس عليها ولم تواجه أبداً أي أجندة محددة.
السينما كأداة للتعبير وصنع التغيير
أكدت المخرجة نادين لبكي خلال حديثها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 إيمانها الراسخ بأن السينما لها دور مهم في تغيير نظراتنا لقضايا مُحددة.
في هذا السياق أشارت إلى أن السينما تُخاطب الجمهور والمُتلقي بتردد عاطفي قوي.
أضافت المخرجة أنه عند البدء بفيلم جديد من المُمكن أن يُغير نظرتنا للحياة وأنها في كل مرة تبدأ فيها بكتابة فيلم جديد تخطر هذه الفكرة على بالها.
وعلاوة على ذلك أوضحت لبكي أنها تدرك مدى صعوبة صناعة السينما في المنطقة العربية لهذا تعتقد أن السينما يُمكن أن تكون من أهم الأدوات التي تُساعد على تعبير الأشخاص عن أنفسهم وتُسلط الضوء على العديد من القضايا.
لهذا السبب بالتحديد ترى لبكي أن هذه مسؤولية كبيرة يتحملها صُناع الأفلام حيث إن الفن وحده قادر على إحداث التغيير.
كواليس “كفرناحوم” : الصدق في التجسيد
شهدت الجلسة الحوارية أيضاً حديثاً مطولاً للمُخرجة نادين لبكي عن فيلمها الأبرز “كفرناحوم” الذي حقق نجاحاً عالمياً كبيراً وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 2018 كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار.
أكدت لبكي أنها إعتمدت في هذا الفيلم بشكل خاص على ممثلين غير محترفين وعلى رأسهم البطل الطفل زين الرافعي لسرد قصة صبي لبناني يقاضي والديه بإتهام ولادته.
وبشكل خاص قالت إن أمرًا بالغ الأهمية حدث في “كفرناحوم” حيث تمكنت من جعل أشخاص يجسدون هذه الأدوار ويأتون من نفس الخلفية في الحياة الواقعية ويدركون تماماً معنى الألم.
وبناءً عليه أكدت أنهم عرفوا ذلك الألم حق المعرفة.
الإخراج وتحدي العمل مع ممثلين غير محترفين
وأضافت المُخرجة نادين لبكي أن العمل مع طاقم كامل من الممثلين غير المحترفين يعني بالضرورة تعديل عملية صناعة الفيلم نفسها.
في هذا الإطار أكدت بإن فيلم “كفرناحوم” كان يختلف تماماً عن تجاربها السابقة في إخراج الأفلام. ففي حين أنها عندما تُصوّر فيلماً عادةً ما تشعر بتوقف الحياة وتُنشئ ديكوراً كاملاً كان الأمر في “كفرناحوم” عكس ذلك تماماً حيث كان فريق العمل هو مَن تسلل إلى هذا العالم وكانوا الدخلاء القادمين من الخارج.
أشارت لبكي إلى أنه كان من الصعب جداً أن تطلب من طفل أن يُجسّد هذا الألم وأن يُعايشه ويعيشه وهو لم يعش نفس الموقف من قبل.
ولهذا السبب تحديداً اختارت العمل مع “زين” حيث كان يمرّ بفترة عصيبة للغاية وبدأ يشعر وكأنه جزء من الفيلم وكأن صوته صوت جميع الأطفال الذين قابلتهم في الحياة الواقعية.
بالتالي أوضحت لبكي أنه حينما تُحاول الحديث عن معاناة عميقة كهذه لا يُمكن التظاهر كما يحدث في السينما ولا يُمكن نقل عالم التظاهر المُعتاد إلى مثل هذه القصص عندما نتحدث عن القسوة والألم.
الخلاصة
أكدت المخرجة أن فريق عمل الفيلم أراد أن يشعر الممثلون بوجودهم بأقل قدر ممكن حيث إن ذلك يُسبب لهم ضغطاً كبيراً
لهذا السبب ترى أنه من واجب المخرج أن يتكيف مع شخصية الطفل ويتعامل مع ما يُقدمه بدلاً من مطالبته بحفظ نصوص مكتوبة وتكرارها أو النظر إلى الأضواء مع محاولة الظهور بشكل واقعي.














