الأقصر تستعيد عرش السياحة العالمية بمشروعات عملاقة وشتاء غير مسبوق


تتأهب مدينة الأقصر التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم لبدء موسم سياحي شتوي غير مسبوق حيث إستنفرت الأجهزة المعنية بالمحافظة كافة طاقاتها لإتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن تقديم ضيافة تليق بعظمة التاريخ المصري وعراقة ثقافة أبنائها.
ومن جانبه أكد المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر أن الأجهزة التنفيذية والمحلية تسابق الزمن لتحويل هذا الموسم إلى نقطة تحول تنموية شاملة تعود بالنفع على السائح وأهالي المدينة على حد سواء خاصة في ظل تنامي الإهتمام العالمي بزيارة المعالم الفرعونية الخالدة مثل معابد الكرنك والأقصر ووادي الملوك بالإضافة إلى الإستمتاع برحلات البالون الطائر والسياحة النيلية الفاخرة.
خطط إستثمارية كبرى لتعزيز البنية التحتية
علاوة على الإستعدادات الخدمية فقد كشف محافظ الأقصر عن توجه طموح لزيادة الطاقة الإستيعابية للمنشآت السياحية حيث تم طرح مساحة تبلغ نحو مئة وستة وعشرين ألف متر مربع في منطقة البر الغربي والقرنة وعلى كورنيش النيل لإقامة ثلاثة منتجعات بيئية وفنادق جديدة.
وتهدف هذه الخطوة إلى مواكبة الإقبال المتزايد من الزوار من مختلف أنحاء العالم كما أوضح المحافظ أن الأقصر ليست مجرد وجهة عابرة بل هي شهادة حضارية تروي قصة مصر عبر آلاف السنين
ولذلك يجري العمل حاليًا على إعادة رسم وجه المدينة الحضاري وتطوير كل شارع ورصيد أثري ليكون فرصة حقيقية للتنمية.
جسور جوية لربط الأقصر بالعالم
وفي سياق متصل تضع المحافظة توسيع الربط الجوي المباشر على رأس أولوياتها خاصة مع الأسواق الأوروبية والآسيوية حيث يشهد مطار الأقصر الدولي إهتمامًا متزايدًا من شركات الطيران العالمية.
وبناءً على التقارير الرسمية فإنه من المتوقع إستقبال تدفقات سياحية كبيرة خلال الشتاء الحالي ولاسيما من السوق الإسبانية التي تعتزم تسيير نحو خمس عشرة رحلة أسبوعية إلى المدينة.
وتعتبر هذه الرحلات بمثابة جسور ثقافية تنقل سحر الحضارة الفرعونية إلى قلوب الزوار وتضمن لهم تجربة سفر مريحة تبدأ من لحظة وصولهم إلى أرض المطار وحتى وداعهم بوعود العودة مرة أخرى.
نهضة السياحة النيلية وتطوير الخدمات
بالموازاة مع ذلك تشكل السياحة النيلية ركيزة أساسية في خطط التطوير حيث يتم العمل على تحسين المراسي النيلية وتحديث البواخر العائمة والذهبيات لتوفير تجربة نهرية فاخرة تليق بسمعة مصر الدولية.
وبناءً عليه تشجع الدولة المستثمرين على بناء مراسي جديدة وتطوير الفنادق العائمة بالتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق رؤية متكاملة.
الأقصر تستعيد عرش السياحة كما شملت المشروعات التنموية الكبرى تطوير الطرق وربط المناطق الأثرية ببعضها البعض وإنشاء ممشى سياحي حضاري مزود بالخدمات الذكية والمرافق المتطورة لضمان أمان وراحة الزائرين في كافة تحركاتهم.
الإستدامة وتمكين المجتمع المحلي
وختامًا يحرص محافظ الأقصر على أن يكون الإستثمار السياحي مزدوج المنفعة عبر تعزيز فرص العمل لأبناء المحافظة في مجالات الضيافة والإرشاد السياحي والحرف اليدوية.
ومن هذا المنطلق يتم التعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار لتطبيق أعلى معايير الجودة وتدريب الكوادر البشرية لتقديم تجربة لا تُنسى للسائح تجعله يشعر بأنه شريك في الحفاظ على هذا التراث العالمي.
إن الأقصر برمزيتها التاريخية وأصالة شعبها تستحق أن تظل في طليعة الوجهات العالمية وهي اليوم تعود بمجدها القديم لترسم أحلامًا جديدة في واقعنا المعاصر.














