حسّن دماغك : اللوتين السر الخفي وراء الذاكرة والتركيز الخارق
عندما يُطرح سؤال حول أفضل الأطعمة لصحة الدماغ، غالبًا ما يتبادر إلى الذهن زيت السمك الغني بأحماض أوميغا-3 الدهنية أو التوت الأزرق.
ومع ذلك، هناك عنصر غذائي آخر يستحق الإهتمام بفضل دوره المحوري في دعم الذاكرة والتركيز، وهو اللوتين (Lutein).
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا المركب الطبيعي يمكن أن يكون له تأثير كبير على وظائف الدماغ وإبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.
اللوتين : من صحة العين إلى قوة الدماغ
إشتهر اللوتين في الأصل بفوائده الكبيرة لصحة العين، إذ يلعب دورًا مهمًا في الحماية من الضوء الأزرق الضار وتقليل مخاطر التنكس البقعي.
اللوتين السر الخفي وراء الذاكرة فإن الأبحاث الحديثة، كما نشرت صحيفة Times of India، تكشف أن فوائد اللوتين تتجاوز ذلك بكثير لتشمل دعم وظائف الدماغ وتأخير تدهور الذاكرة.
والأهم من ذلك أنه يتوافر بوفرة في الأطعمة اليومية، ما يغني عن الإعتماد الكلي على المكملات الغذائية.
اللوتين كمضاد للأكسدة ومُعزّز للحدة الذهنية
اللوتين هو نوع من الكاروتينات (Carotenoid)، وهي صبغات طبيعية مسؤولة عن منح الفواكه والخضراوات ألوانها الزاهية مثل الأصفر والبرتقالي والأخضر.
بالإضافة إلى كونه مضادًا قويًا للأكسدة، فإن اللوتين يتراكم بشكل خاص في المناطق المسؤولة عن التعلم والذاكرة وسرعة المعالجة في الدماغ.
وهكذا، يمكن لتأثيره الغذائي أن يساعد حرفيًا في تحسين حدة التفكير والأداء المعرفي.
بناء “إحتياطي” لحماية الذاكرة من التدهور
يُعد الخرف والتدهور المعرفي من أكبر المخاوف مع التقدم في السن. ورغم أن اللوتين ليس “علاجًا سحريًا”، تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر منه غالبًا ما يكون أداؤهم أفضل في إختبارات الذاكرة والإنتباه مع مرور السنوات.
يشير الخبراء إلى أن الحرص على تناول اللوتين يمكن أن يكون بمثابة بناء “إحتياطي” في الدماغ. بمعنى آخر، كلما زادت الكمية المخزّنة منه في مرحلة مبكرة من العمر (العشرينات أو الثلاثينات أو الأربعينات)، زادت الحماية التي يمكن أن يوفرها لاحقًا في الحياة.
ولهذا السبب، يُشجع خبراء التغذية على تضمين الخضراوات الورقية والبيض في النظام الغذائي من أجل صحة القلب والعينين، وضمان مرونة الدماغ على المدى الطويل.
أفضل المصادر الطبيعية للوتين
رغم توافر المكملات الغذائية للوتين، يُجمع الخبراء على أن الحصول عليه من الغذاء الطبيعي هو الأفضل، إذ تحتوي الأطعمة على عناصر غذائية أخرى تتكامل معه، مثل الزياكسانثين في الخضراوات الورقية أو الدهون الصحية في البيض، التي تعزز إمتصاصه.
أبرز الأطعمة الغنية باللوتين وكيفية الإستفادة منها:
الخضراوات الورقية :
المصادر : السبانخ، الملفوف الأخضر (الكرنب)، الخس الروماني.
الأهمية : هي أغنى مصدر بلا منازع للوتين؛ إذ إن كوبًا واحدًا من السبانخ أو الملفوف المطبوخ يمكن أن يزيد عن الإحتياجات اليومية .
صفار البيض :
الأهمية : على الرغم من أن البيض لا يحتوي على كمية اللوتين الموجودة في السبانخ، إلا أن اللوتين الموجود في صفاره أسهل إمتصاصًا في الجسم.
كما يحتوي البيض على البروتين والدهون الصحية التي تساعد على عملية الإمتصاص.
الذرة :
الأهمية : تحتوي الذرة الصيفية المطبوخة على كمية عالية من اللوتين، وتُعد الذرة الحلوة طريقة سهلة لإضافة الكاروتينات المعززة للدماغ إلى الوجبات .
الأفوكادو :
الأهمية : يحتوي الأفوكادو على اللوتين، بالإضافة إلى الدهون الصحية التي تساعد الجسم على إستخدامه بفعالية أكبر.
قائمة متنوعة :
يتوافر اللوتين أيضًا بكميات جيدة في البازلاء، الفاصوليا الخضراء، القرع، اليقطين، الكيوي، العنب، والبرتقال.
نصيحة لتعظيم الإمتصاص
اللوتين مركب قابل للذوبان في الدهون، ما يعني أن الجسم يمتصه بشكل أفضل عند تناوله مع مصدر للدهون الصحية.
لذلك، يوصي الخبراء بإضافة الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو، إلى وجباتكم الغنية باللوتين، كإضافة زيت الزيتون وحفنة من المكسرات إلى السلطة التي تحتوي على السبانخ أو الخس.
وبهذه الطريقة، تضمنون حصول دماغكم وعينكم على أقصى إستفادة ممكنة من هذا العنصر الغذائي الحيوي.
هل ترغب في معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية دمج هذه الأطعمة الغنية باللوتين في نظامك الغذائي اليومي؟














