إنفلونزا الأمعاء (التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي): ما هي الأعراض وكيف نحمي أنفسنا؟
انتشرت مؤخرًا أخبار عن إصابة لاعب كرة القدم الشهير كيليان مبابي بما يُعرف بـ”إنفلونزا الأمعاء“، مما أدى إلى فقدانه 5 كيلوجرامات من وزنه في فترة وجيزة. هذا الخبر يسلط الضوء على هذا المرض الشائع، والذي قد يصيب أي شخص ويسبب أعراضًا مزعجة ومُنهِكة. إنفلونزا الأمعاء، أو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، هي ليست إنفلونزا بالمعنى التقليدي (التي تسببها فيروسات الجهاز التنفسي)، بل هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز الهضمي، وتؤدي إلى التهاب في بطانة المعدة والأمعاء.
ما هي “إنفلونزا الأمعاء” وأسبابها؟
إنفلونزا الأمعاء غالبًا ما تكون ناجمة عن مجموعة من الفيروسات، أبرزها:
- النورو فيروس (Norovirus): يُعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي لدى البالغين، وغالبًا ما ينتشر بسرعة كبيرة في التجمعات مثل المدارس، السفن السياحية، ودور الرعاية.
- الروتا فيروس (Rotavirus): كان السبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الحاد لدى الأطفال قبل توفر اللقاحات.
- الفيروسات الغدية (Adenovirus) والفيروسات النجمية (Astrovirus): أقل شيوعًا لكنها يمكن أن تسبب المرض أيضًا.
تنتشر هذه الفيروسات عادةً عن طريق الطريق الفموي-الشرجي، أي عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث بالبراز، أو ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم. لذا، فهي سريعة الانتشار في البيئات المغلقة أو الأماكن التي تفتقر للنظافة.
الأعراض الشائعة لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وتظهر عادةً خلال 1-3 أيام بعد التعرض للفيروس، وتستمر ليوم أو يومين، وأحيانًا لفترة أطول (خاصة عند الكبار):
- الإسهال المائي (غير الدموي): وهو العرض الأكثر شيوعًا، وقد يكون متكررًا وشديدًا.
- الغثيان والقيء: خاصة في بداية المرض، وقد يكون القيء شديدًا مما يؤدي إلى الجفاف.
- تشنجات وآلام في البطن: نتيجة لالتهاب الأمعاء وتقلصاتها.
- الحمى الخفيفة: قد يصاب البعض بارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
- الصداع وآلام العضلات: شعور عام بالتوعك والتعب.
- فقدان الشهية: بسبب الغثيان واضطراب الجهاز الهضمي.
- الإرهاق الشديد: الشعور بالضعف العام ونقص الطاقة.
- فقدان الوزن: كما حدث مع مبابي، يحدث فقدان الوزن بسبب الجفاف وفقدان السوائل، بالإضافة إلى قلة تناول الطعام بسبب الغثيان وفقدان الشهية.
علامات الجفاف (خاصة عند الأطفال وكبار السن) تستدعي التدخل الطبي الفوري:
- قلة التبول.
- جفاف الفم واللسان.
- العطش الشديد.
- الدوخة أو الدوار عند الوقوف.
- البكاء بدون دموع عند الرضع.
- الخمول الشديد.
كيف يتم العلاج والوقاية؟
لا يوجد علاج محدد لإنفلونزا الأمعاء الفيروسية؛ فالمضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات. يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع الجفاف:
العلاج:
- الترطيب ثم الترطيب: الأولوية القصوى هي تعويض السوائل والأملاح المفقودة بسبب القيء والإسهال.
- اشرب الكثير من السوائل: الماء، المرق الصافي، محاليل معالجة الجفاف الفموية (ORS) المتوفرة في الصيدليات، عصائر الفاكهة المخففة (غير الحمضية).
- تجنب المشروبات السكرية جدًا أو التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تزيد الجفاف.
- الراحة: يحتاج الجسم إلى الراحة للتعافي ومحاربة الفيروس.
- النظام الغذائي الخفيف: بمجرد أن يهدأ القيء، يمكن البدء بتناول كميات صغيرة من الأطعمة سهلة الهضم مثل الأرز، خبز التوست، الموز، البطاطس المسلوقة، والدجاج المسلوق.
- تجنب الأطعمة المهيجة: الأطعمة الدسمة، الحارة، الألبان ومنتجاتها، والمشروبات الغازية تزيد من تهيج الجهاز الهضمي.
الوقاية:
الوقاية هي خير علاج، وهي تركز على النظافة الشخصية والغذائية:
- غسل اليدين بانتظام: بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل إعداد الطعام وتناوله، وبعد تغيير حفاضات الأطفال.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: مثل الأكواب، الأطباق، ومناشف اليد.
- تطهير الأسطح: تنظيف وتطهير الأسطح التي قد تكون ملوثة (خاصة في الحمامات والمطابخ) باستخدام مطهرات منزلية.
- الطهي الآمن للطعام: طهي الطعام جيدًا، وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا من مصادر غير موثوقة.
- تجنب السفر إلى المناطق الموبوءة: إذا كان هناك تفشٍ للمرض في منطقة معينة، حاول تجنبها.
- اللقاحات: لقاح الروتا فيروس متاح للرضع ويقلل بشكل كبير من شدة وخطورة التهاب المعدة والأمعاء الناتج عن هذا الفيروس.
الخلاصة: إنفلونزا الأمعاء، أو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، قد تكون مزعجة ومُنهكة، وقد تسبب فقدانًا سريعًا للوزن نتيجة الجفاف، كما حدث مع كيليان مبابي. ولكن بمعرفة أعراضها واتباع إجراءات النظافة الوقائية الجيدة، ومعالجة الجفاف فورًا عند الإصابة، يمكننا حماية أنفسنا وأحبائنا من هذا المرض الشائع.












