في ذكري حسن كامي نذكر قصته مع عمال التصوير وال180 ساندوتش

مشاهير

استمع الي المقالة
0:00

في ذكري حسن كامي نذكر قصته مع عمال التصوير وال180 ساندوتش التي وزعها في أستوديو ناس وناس

تُعد مواقف الفنانين خلف الكاميرات هي المرآة الحقيقية التي تعكس معادنهم الإنسانية بعيدًا عن الأضواء والشهرة.

ومن أجمل القصص التي تُروى في هذا الصدد هي حكاية الفنان الراحل حسن كامي أثناء تصوير المسلسل الشهير “ناس وناس” حيث جسد حينها شخصية “عزيز بك” الأرستقراطية التي تتحدث دائمًا عن الرفاهية والمأكولات الفاخرة مثل “السيمون فيميه“.

تساؤلات بسيطة وموقف إنساني نبيل

خلال كواليس التصوير لاحظ العمال تكرار مصطلح “سيمون فيميه” على لسان الفنان حسن كامي مما دفعهم بدافع الفضول لسؤاله عن معنى هذا النوع من الطعام.

وبدلًا من الإكتفاء بشرح نظري قد لا يوصل المعنى بدقة قرر الفنان الراحل أن يحول الموقف إلى تجربة عملية تعكس كرمه وتواضعه الجم.

وفي اليوم التالي فاجأ الجميع بإحضار 180 شطيرة من “السيمون فيميه” الفاخر ووزعها على كافة العاملين في الأستوديو من أكبر فنان إلى أصغر عامل بوفيه.

فلسفة العطاء عند حسن كامي

عندما إستضاف برنامج تليفزيوني أبطال المسلسل روى الفنان أحمد راتب هذه الواقعة بذهول وإعجاب.

وحين سألت المذيعة الفنان حسن كامي عن سبب تكبده كل هذا العناء والتكلفة بينما كان يمكنه الإكتفاء بالشرح الكلامي أجاب برد بليغ يدرس في الأخلاق حيث قال: “هناك أشياء لا تُقال بالكلمات بل يجب أن تُفهم بالفعل.. لو شرحت لهم لن يتخيلوا المذاق ولكن عندما يتذوقونه سيعرفون حقيقته“.

لقد آمن الراحل أن التجربة الإنسانية أعمق بكثير من مجرد سرد الكلمات.

رقي الأرستقراطية وجدعنة “إبن البلد”

لقد جمع حسن كامي في شخصيته بين رقي الباشوات وتواضع أولاد البلد الأصليين. فبالرغم من نشأته الأرستقراطية وثقافته الواسعة إلا أنه لم يضع يومًا حاجزًا بينه وبين الناس البسطاء.

هذا الموقف لم يكن مجرد إطعام للعمال بل كان جبرًا للخواطر وتقديرًا لكل من يعمل معه في موقع التصوير مما جعل ذكراه باقية في قلوب كل من تعامل معه.
رحيل جسد وبقاء سيرة عطرة

الخلاصة

ختامًا في ذكري حسن كامي ستظل هذه القصة شاهدًا على أن الفن ليس مجرد تمثيل أمام الكاميرا بل هو رقي في التعامل وإنسانية تتجاوز حدود الشاشة.

لقد رحل حسن كامي عن عالمنا ولكنه ترك إرثًا من المواقف النبيلة التي تجعل الجميع يترحم عليه حتى يومنا هذا.

فالتواضع الحقيقي هو الذي يرفع شأن صاحبه ويجعل محبته محفورة في وجدان الناس للأبد.