تحسين أداء الدماغ أثناء المذاكرة إليك دليل الطالب للتفوق

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تحسين أداء الدماغ أثناء المذاكرة إليك دليل الطالب للتفوق

في كل موسم دراسي جديد، وخلال فترة الإختبارات الدورية، ينصبُّ جُلُّ تركيز الطلاب على إستيعاب وحفظ أكبر قدر ممكن من المعلومات، أملاً في إسترجاعها بيسرٍ وسهولة أثناء الامتحانات.

لكن، يؤكد الباحثون المتخصصون في مجال علم الأعصاب أن نجاح الذاكرة ليس مجرد مسألة كمية من المذاكرة، بل يرتبط إرتباطاً وثيقاً بكيفية تعامل الدماغ مع عوامل جوهرية مثل التوتر والنوم ومستوى التركيز.

يشير الدكتور ماثيو مندي، أستاذ علم الأعصاب في جامعة موناش الأسترالية، إلى أن الدماغ يتأثر تأثراً بالغاً بعوامل داخلية وخارجية مثل الضغط النفسي، وجودة النوم، والمشاعر، ومقدار الإنتباه.

لذلك، فإنَّ فهم هذه العوامل وتطبيق إستراتيجيات بسيطة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تحسين أداء الدماغ أثناء المذاكرة وزيادة كفاءة الدراسة بشكل واضح، وفقاً لما ذكره موقع «Phys.org».

العلم وراء الذاكرة شبكة معقدة في الدماغ

تعتمد عملية الذاكرة على شبكة عصبية معقدة من مناطق الدماغ الرئيسية، حيث تشمل هذه الشبكة

الحُصين : وهو المسؤول الأساسي عن تكوين الذاكرة طويلة الأمد.

القشرة الجبهية الأمامية : التي تضطلع بمهمة التحكم في الذاكرة العاملة (القصيرة).

اللوزة الدماغية : وهي المنطقة التي تعالج العواطف والمشاعر.

أثناء الإختبارات، يعتمد الطلاب إعتماداً كبيراً على الذاكرة العاملة لفهم واستيعاب المسائل المطروحة، وعلى الذاكرة طويلة الأمد لإستدعاء الحقائق والمفاهيم التي جرى تعلمها سابقاً.

تحديات التركيز تأثير الضغط النفسي والممارسات الخاطئة

ومع ذلك، يُمثِّل الضغط النفسي تحدياً كبيراً لأداء الدماغ. فالتوتر يؤدي إلى إفراز هرمون «الكورتيزول» الذي يُضعِف وظائف كل من «الحُصين» و«القشرة الجبهية الأمامية».

هذا الضعف يُعيق عملية التذكر ويؤثر سلباً على صفاء التفكير، وهو ما يفسِّر ظاهرة «الفراغ الذهني» التي قد تُصيب بعض الطلاب في خضم الامتحان.

إضافة إلى ذلك، يُحذِّر الباحثون من أربع ممارسات دراسية شائعة لكنها خاطئة تُعيق عمل الذاكرة وتُضعِف الكفاءة:

المذاكرة المكثفة في اللحظات الأخيرة : حيث إنها تُنشِّط الذاكرة القصيرة فقط ولا تسمح بترسيخ المعلومات.

قلة النوم : التي تمنع الدماغ من تثبيت المعلومات بشكل صحيح في الذاكرة طويلة الأمد.

تعدد المهام (Multitasking) : مثل إستخدام الهاتف أو تصفح وسائل التواصل الإجتماعي أثناء المذاكرة، وهو ما يشتت الإنتباه بشدة.

القلق الزائد : الذي يستهلك طاقة الدماغ القيِّمة ويُؤثر بشكل مباشر على قدرة الفرد على التركيز.

9 خطوات فعّالة لتعزيز كفاءة الدماغ

بناءً على أبحاث علم الأعصاب، قدَّم الدكتور ماثيو من خطوات فعّالة يمكن للطلاب تطبيقها لرفع كفاءة الدماغ وتحسين الأداء الأكاديمي

التكرار المتباعد : إنَّ مراجعة المادة على فترات زمنية متباعدة، بدلاً من تكديسها دفعة واحدة، يعزز ترابط الشبكات العصبية في الدماغ.

إختبار الذات : محاولة تذكُّر المعلومات من الذاكرة دون الرجوع للملاحظات هي وسيلة قوية ومُثبتة لتقوية عملية الإستدعاء.

ممارسة التأمل والنشاط البدني : هذه الممارسات تساعد على خفض مستويات هرمونات التوتر وتعزز المرونة العصبية للدماغ.

النوم الكافي : الحصول على ما بين ٧ إلى ٩ ساعات من النوم يومياً ضروري جداً لتثبيت المعلومات وترسيخها.

التغذية السليمة والترطيب : تناول الأغذية الغنية بأحماض «أوميغا-٣» ومضادات الأكسدة (مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، والمكسرات، والتوت، والخضراوات الورقية)، إضافةً إلى الحفاظ على ترطيب جيد للجسم.

تنظيم الوقت وتحديد الأولويات : يُساهم هذا التنظيم في تقليل القلق وتحسين مستوى التركيز الذهني.

الإبتعاد عن مصادر الإلهاء الرقمية : فصل الهاتف ووسائل التواصل الإجتماعي أثناء الدراسة لضمان أقصى درجات التركيز.

مراجعة المواد بصوت عالٍ : هذه التقنية تُساعد على ترسيخ المعلومات عبر قناتي الإدراك السمعي والبصري.

التوازن بين الدراسة والراحة : لأنَّ الإرهاق الذهني الشديد يُقلِّل من كفاءة الذاكرة وقدرتها على العمل بفعالية.

الخلاصة

التفوق في الإهتمام بصحة العقل يؤكد الدكتور مندي أنَّ تبنِّي هذه العادات البسيطة لا يُحسِّن أداء الدماغ فحسب، بل يجعل الطلاب أكثر قدرة على التذكُّر والتفكير بوضوح أثناء الإمتحانات.

بالتالي، فإنَّ التفوق لا يتحقق فقط بكمية المذاكرة، بل بالاهتمام الشامل بصحة الدماغ والعقل.