لو حسيت انك مخنوق والدنيا ضاقت بيك : وصايا رسولنا الكريم لتجاوز الضيق والهم
يمر كل إنسان بلحظات عصيبة يشعر فيها بالضيق والهم، وقد تصل به الحال إلى الشعور بأن الأرض بما رحبت قد ضاقت عليه.
في هذه الأوقات، يصبح البحث عن السكينة والطمأنينة أمرًا ضروريًا. الدين الإسلامي، بمنهجه الشامل، يقدم لنا حلولًا ووصايا لتجاوز هذه المحن والعودة إلى الطمأنينة.
وصايا خالدة عن الإمام علي بن أبي طالب لقلب مطمئن
في سياق معالجة الضيق النفسي والهموم، أشار الدكتور رمضان عبدالرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”
إلى وصايا قيمة عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد وصف الإمام علي هذه الوصايا بأنها ذات أهمية بالغة لدرجة أنه لو سعى الإنسان لتعلمها عبر السفر الطويل، لأهلك إبله قبل أن يدركها، دلالة على قيمتها الفريدة.
وقد حدد الإمام علي، كرم الله وجهه، خمس وصايا حكيمة تبعث على الطمأنينة وتُعين على مواجهة تحديات الحياة، وهي
لا يرجو عبد إلا ربه : هذه الوصية تؤكد على أهمية التوكل الكامل على الله وحده في جميع الأمور، فهو القادر على كل شيء.
لا يخاف إلا ذنبه : تشجع هذه الوصية على محاسبة النفس والتفكير في الذنوب التي قد تكون سببًا في الهموم والضيق، مما يدفع للتوبة والإستغفار.
لا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم : تحث هذه الوصية على طلب العلم والإستفسار عن الأمور المجهولة دون خجل، فالعلم نور يزيل الجهل ويسهم في حل المشكلات.
لا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم : تؤكد هذه الوصية على تواضع العالم وإقراره بحدود علمه، وإحالة الأمر إلى الله إذا كان خارج نطاق معرفته، مما يعزز الثقة والصدق.
والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له : هذه الوصية تسلط الضوء على قيمة الصبر وأهميته كركيزة أساسية للإيمان، فكما لا يقوم الجسد بلا رأس، لا يكتمل الإيمان بلا صبر.
مفتاح الفرج : الصلاة على النبي تفتح الأبواب المغلقة
بالإضافة إلى وصايا الإمام علي، هناك عمل عظيم يزيل الهموم ويفتح أبواب الفرج، وهو الصلاة على النبي محمد ﷺ.
فقد ورد في الحديث الشريف أن الصلاة على النبي تزيل الهموم وتغفر الذنوب.
فعندما قال أُبيّ بن كعب للنبي ﷺ: “يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟” فأجابه النبي ﷺ: “ما شئت، فإن زدت فهو خير لك.”
حتى وصل به الأمر ليقول: “إجعل لك صلاتي كلها” فأجابه النبي ﷺ: “إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك!”
وهذا يؤكد على الفضل العظيم للصلاة على النبي ﷺ، كما ورد في قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
أدعية مأثورة لرفع الهم والحزن
لو حسيت انك مخنوق وفي أوقات الضيق، يعتبر الدعاء ملاذًا وسلاحًا للمؤمن. هناك أدعية مأثورة يمكن للمسلم أن يلجأ إليها لطلب العون من الله ورفع الهم والحزن
دعاء قضاء الحاجة وتفريج الكرب : “اللهم اقضِ حاجتي وفرِّج كربتي وإرحمني ولا تبتليني وأرزقني وأكرمني من حيث لا أحتسب.”
دعاء الهم والحزن : “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم.”
“اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حكمك، عدل فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.”
الخلاصة
لو حسيت إنك مخنوق وعندما تشتد الأزمات ويضيق الصدر، فإن اللجوء إلى الله تعالى بالعبادة، والتأمل في وصايا الصالحين، والإكثار من الصلاة على النبي، والدعاء، كلها سبل تفتح أبواب الأمل وتزيل الهموم، وتُعيد الطمأنينة إلى القلوب.