لا أستطيع أن أسامح من ظلمني .. فهل هذا حرام

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

لا أستطيع أن أسامح من ظلمني .. فهل هذا حرام؟

أثيرت قضية هامة في برنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس، حيث وجهت سيدة تُدعى هدى من السويس سؤالًا لأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ محمد كمال، عن حكم عدم مقدرتها على مسامحة من ظلمها، قالت لا أستطيع أن أسامح من ظلمني رغم محاولتها تربية أبنائها على قيم التسامح والمحبة.

الظلم وأثره على النفس

أجاب الشيخ محمد كمال موضّحًا أن الظلم من أعظم الذنوب في الإسلام، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

وأكد أن الظلم النفسي والمعنوي قد يكون أشد ألمًا من الظلم المادي. في السياق ذاته، أشار إلى أن الإسلام يمنح المظلوم الحق الكامل في السعي لرفع الظلم عنه بشتى الوسائل المشروعة، سواء كانت قانونية أو إدارية.

العجز عن العفو ليس إثمًا

في ردٍ طمأن السائلة، أكد الشيخ محمد كمال أن العجز عن العفو لا يُعتبر ضعفًا أو إثمًا.

فالله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلوب من ألم، ولا يطلب من عباده ما لا يطيقون.

ولكي تهدأ النفس وتُخفف من وطأة الألم، نصح الشيخ بالإكثار من ذكر الله ودوام الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهما سبيلان لإطفاء نار القلب المكسور.

العفو فضيلة ولكن ليس شرطًا

بالمقابل، بيّن الشيخ أن العفو عند المقدرة من أعظم القربات إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

ولكن، شدد الشيخ على أن عدم القدرة على العفو لا يعني إرتكاب إثم، وأن اللجوء إلى الله بالدعاء هو الطريق الأفضل لتفريج الكرب ورفع الأذى عن النفس.

الإسلام لا يطلب نسيان الألم

في ختام إجابته، أوضح الشيخ محمد كمال أن الإسلام لا يطلب من الإنسان أن ينسى الألم الذي تعرض له، بل يوجهه للتعامل معه بحكمة ورحمة، والإقتراب من الله -عز وجل-، الذي هو خير معين على تخطي الصعاب.