كيف تُحوّل التركيز إلى قوة خارقة في المذاكرة

الصحة والجمال, هام

استمع الي المقالة
0:00

التركيز المضاد للتشتت في المذاكرة : كيف تُحوّل التركيز إلى قوة خارقة في المذاكرة

في عالم يغص بالمشتتات الرقمية، من إشعارات الهواتف المتواصلة إلى مقاطع الفيديو القصيرة المغرية، أصبح الحفاظ على التركيز أثناء المذاكرة مهمة صعبة للغاية.

يجد الكثير من الطلاب أنفسهم عالقين في دائرة التشتت، ينتقلون من مهمة إلى أخرى دون إنجاز يُذكر، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وثقتهم بأنفسهم.

لكن الخبر الجيد هو أن التركيز ليس قدرة فطرية فقط، بل هو مهارة يمكن تطويرها وصقلها. بتطبيق بعض الأساليب البسيطة والفعالة، يمكن لأي طالب أن يُحوّل وقت المذاكرة من عبء ممل إلى فرصة مثمرة للتعلم والإنجاز.

إستراتيجيات فعّالة لتنظيم الوقت وتجديد النشاط الذهني

تؤكد الدكتورة منى إبراهيم، أخصائية الإرشاد التربوي والتعليمي، على أن العقل البشري يفضل المهام القصيرة والمحددة، مشيرةً إلى أن محاولة المذاكرة لساعات طويلة دون توقف تؤدي حتمًا إلى الإرهاق الذهني وفقدان التركيز.

ولهذا، تُقدم هذه الإستراتيجيات التي تساعد على تقسيم المهام والمحافظة على اليقظة:

تقنية “البومودورو” (Pomodoro) : تُعد هذه التقنية بسيطة وفعالة للغاية. ما عليك سوى ضبط الوقت لمدة 25 دقيقة والتركيز في المذاكرة بشكل كامل، ثم خذ إستراحة لمدة 5 دقائق فقط.

بعد ذلك، كرر هذه العملية لأربع فترات من المذاكرة، وفي الختام، خذ إستراحة أطول تتراوح بين 15 و 30 دقيقة. هذه الطريقة تُحارب التشتت وتُجدد نشاطك الذهني بإنتظام.

تحديد أهداف واقعية وواضحة : قبل البدء في المذاكرة، يجب تحديد بالضبط ما تريد إنجازه. فبدلاً من قول “سأذاكر مادة التاريخ”، قل “سأنهي مراجعة الفصل الثالث وحل التمارين الخاصة به”.

الأهداف الواضحة تمنحك شعورًا بالإنجاز وتدفعك للمضي قدمًا.

التنويع في المواد لمنع الملل : لا تذاكر نفس المادة لفترات طويلة. بدلاً من ذلك، التنقل بين المواد المختلفة (مثل الرياضيات واللغة العربية) يمكن أن يُجدد نشاط عقلك ويمنع الشعور بالملل أو الإرهاق الذهني.

تهيئة البيئة المحيطة : خلق ملاذ للمذاكرة

كيف تُحوّل التركيز إلى قوة خارقة في المذاكرة .. إلى جانب الإستراتيجيات المنهجية، يُعد خلق بيئة مناسبة للمذاكرة خطوة أساسية لتعزيز التركيز. وتوصي الدكتورة منى إبراهيم بالآتي:

إختيار المكان الهادئ والمنظم : إن أول خطوة لزيادة التركيز هي تهيئة البيئة المحيطة. لذلك، إختر مكانًا هادئًا ومنظمًا بعيدًا عن الضوضاء ومصادر التشتيت مثل التلفاز أو الألعاب.

يجب أن يكون المكتب مقتصرًا على الكتب والأدوات التي تحتاجها فقط، فالترتيب الذهني يبدأ من الترتيب المكاني.

عزل الهاتف والمشتتات الرقمية : لا يمكن المذاكرة بتركيز والهاتف بجانبك. لذا، ضع هاتفك في غرفة أخرى أو على الوضع الصامت وبعيدًا عن متناول يدك.

وإذا كنت تستخدم جهاز كمبيوتر، أغلق كل النوافذ غير الضرورية التي تشتتك.

الضوء والهواء النقي رفيق النجاح : تأكد من أن مكان المذاكرة مضاء بشكل جيد، فالإضاءة الخافتة تسبب إجهاد العين والنعاس. كذلك، حافظ على تهوية الغرفة، فالهواء النقي يساعد على تنشيط الدماغ وتحسين الأداء.

نصائح إضافية لدعم التركيز والصحة الجسدية

تؤكد الدكتورة منى إبراهيم أن التركيز الجيد نهارًا يبدأ بالصحة الجسدية. ولهذا الغرض، تُشدد على هذه النقاط:

النوم الجيد : يُعد النوم الكافي ليلاً أساس التركيز الجيد نهارًا. تأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم قبل يوم الدراسة أو الإختبار.

التغذية والترطيب : تناول وجبات خفيفة وصحية مثل المكسرات أو الفواكه، مع شرب كمية كافية من الماء، لأن الجفاف والجوع يؤثران سلبًا على قدرتك على التركيز.

النشاط البدني : ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني لمدة قصيرة قبل المذاكرة يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتجديد الطاقة، مما يزيد من القدرة على الإنتباه.

الخلاصة

تُؤكد الدكتورة منى على أن التركيز ليس مهمة مستحيلة، بل هو رحلة تتطلب الالتزام والممارسة. بتطبيق هذه النصائح، ستكتشف أن قدرتك على المذاكرة ستتحسن بشكل ملحوظ، مما يمهد لك الطريق نحو النجاح الأكاديمي الذي تطمح إليه.