تُطويل عُمر الطعام في البَرّادات خُبراء التغذية يُجيبون

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تُطويل عُمر الطعام في البَرّادات خُبراء التغذية يُجيبون

بعد رحلة التسوّق وإختيار الخضراوات والفواكه الطازجة بعناية تبدأ المرحلة الأصعب داخل المطبخ في كيفية حفظ الأطعمة بطريقة تمنع تلفها وتُطيل فترة صلاحيتها خصوصاً في فترات الأعياد وإرتفاع الأسعار.

وفي هذا الإطار أكد خبراء التغذية أن طريقة التخزين سواء في الثلاجة أو المجمّد أو عبوات الحفظ قد تحدد ما إذا كانت الأطعمة ستبقى صالحة للأكل أيامًا إضافية أو ستتعرض للتلف والميكروبات.

أخطاء شائعة في التبريد

أوضحت إميلي هيليارد المتحدثة بإسم وزارة الصحة الأميركية أن وضع الأطعمة في الثلاجة هو “الخطوة الأولى فقط” لكن ذلك لا يعني أن المنتجات تبقى آمنة للأبد.

وبالإضافة إلى ذلك أضافت قائلة “يمكن أن يتكوّن العفن والبكتيريا الخطيرة مثل الليستيريا والسالمونيلا وإي كولاي حتى في بيئة مبردة لذا من المهم مراقبة مدة التخزين واإانتباه إلى تاريخ التحضير” بحسب وكالة “أسوشييتد برس”.

التخزين يبدأ قبل دُخول المطبخ

لذلك ينصح الخبراء بشراء الأطعمة قبل إنتهاء تاريخ “البيع” (Sell by) الذي يُستخدم لأغراض العرض التجاري وليس معيارًا للسلامة ونقل المواد القابلة للتلف إلى الثلاجة خلال ساعتين من شرائها (أو ساعة واحدة إذا تجاوزت حرارة الجو 32 درجة مئوية)

إضافةً إلى الإلتزام بتعليمات التغليف والتبريد لكل منتج. وفي السياق ذاته قالت البروفيسورة ديان بيكلز من “جامعة كاليفورنيا – ديفيس” إن التخطيط المسبق للوجبات وشراء كميات أقل وإستغلال البقايا يمكن أن يقلل من هدر الطعام ويوفر المال خاصةً في ظل التضخم وتراجع المساعدات الغذائية الفيدرالية.

تبريد الخضار والفواكه بذكاء

شرح البروفيسور وايت براون المتخصص في تكنولوجيا ما بعد الحصاد أن معظم المنتجات الزراعية “حية” وتواصل عملياتها الحيوية بعد القطف مما يجعل درجة الحرارة والرطوبة النسبية عنصرين حاسمين للحفاظ على نضارتها.

لذا نصح بإستخدام الأدراج المخصصة في الثلاجة للفواكه والخضراوات مع التحكم في الرطوبة.

أوصى بغسل التوت فقط قبل تناوله وليس قبل التخزين.

تُحفظ الخضراوات الورقية في أكياس بلاستيكية أو ورقية لمنع الذبول.

تُفصل الفواكه عن الخضراوات لأن بعضها يفرز غاز الإيثيلين الذي يُسرّع النضج والتلف.

علاوة على ذلك يُفضل حفظ الطماطم والتفاح والكمثرى والبصل والثوم خارج الثلاجة لأن التبريد يُضعف النكهة أو يُغير التركيب الكيميائي.

يحذر براون من حفظ البطاطس في البَرّاد إذ تتحول النشويات فيها إلى سكريات وتُسبب بقعًا داكنة عند الطهي.

اللحوم والبيض والبقوليات : قواعد صارمة

تحذر الجهات الصحية الأميركية من ترك اللحوم النيئة في درجة الغرفة لأكثر من ساعتين وتنصح بتذويبها وتتبيلها داخل الثلاجة فقط.

ومن الضروري أيضًا وضعها في الرف السفلي لمنع تسرّب العصارات إلى الأطعمة الأخرى.

يُفضل حفظ البيض في الرف الأوسط أو الخلفي وليس في باب الثلاجة الذي يشهد تقلبات حرارية.

لا يُنصح بغسل البيض التجاري لأنه يفقد طبقته الواقية بينما يمكن ترك البيض البلدي غير المغسول خارج الثلاجة لفترات محدودة.

الألبان والمشروبات النباتية

تتطلب منتجات الألبان كالحليب والزبادي والأجبان تبريدًا دائمًا.

على سبيل المثال يمكن وضع الزبادي على الرف العلوي لأنه منتج جاهز للأكل.

والأجبان يُفضل حفظها في الرفوف الوسطى أو الأدراج لتجنّب الجفاف.

أما الألبان النباتية كحليب الصويا واللوز فيُخزَّن معظمها في درجة الغرفة حتى الفتح ثم توضع في البَرّاد.

الخبز والحبوب

توصي هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بعدم تبريد الخبز لأنه يُفقده الرطوبة ويُسرّع جفافه لكن يمكن تجميده للحفاظ على جودته حتى ستة أشهر خصوصًا في المناطق الرطبة.

وتُخزن الأطعمة الجافة مثل الأرز والدقيق والمعكرونة في مكان جاف ومعتدل الحرارة بعيدًا عن أشعة الشمس.

بقايا الطعام والوجبات الجاهزة

يُستحسن وضع بقايا الأطعمة في الرف العلوي لسهولة الوصول إليها ويمكن حفظها من 3 إلى 4 أيام في الثلاجة أو حتى 4 أشهر في المجمّد.

أما الصلصات والتوابل والمشروبات غير القابلة للتلف فيُفضل حفظها في باب الثلاجة حيث الحرارة أعلى نسبيًا.

نصيحة أخيرة

تُطويل عُمر الطعام ويؤكد الخبراء أن الإعتدال والوعي هما الأساس فالتبريد لا يعني الأمان الدائم والتنظيف المنتظم والتخطيط المسبق هما أفضل وسيلتين لتقليل الهدر ومنع التسمم الغذائي.

وكما تقول بيكلز “المهم هو أن نأكل المزيد من الفواكه والخضراوات حتى لو لم تكن مثالية في طريقة التخزين”.

يُذكر أن وزارة الطاقة الأميركية توصي بضبط حرارة الثلاجات بين 1.7 و 3.3 درجة مئوية والحفاظ على نظافتها بمسح السوائل والإنسكابات خصوصًا من اللحوم المذابة.