بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر تنفيذ امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل، في خطوة تهدف إلى تعزيز التقييم الدوري للطلاب، وتحسين نواتج التعلم، ومتابعة الفروق الفردية داخل الفصول الدراسية. الامتحانات انطلقت رسميًا يوم الأحد 26 أكتوبر، وتستمر حتى الخميس 30 أكتوبر، في جميع المحافظات، وسط إجراءات تنظيمية جديدة تُطبق لأول مرة هذا العام.
الوزارة أكدت أن الامتحانات تُعقد داخل اليوم الدراسي، دون تعطيل الحصص الأخرى، حيث يتم تخصيص فترة أو نصف فترة لكل مادة، حسب الجدول الزمني الذي تُعده كل مدرسة بالتنسيق مع الإدارة التعليمية. هذا النظام يهدف إلى تقليل الضغط النفسي على الطلاب، وتحقيق التوازن بين التقييم والتحصيل.
الاختبارات ليست موحدة على مستوى الجمهورية، بل تُعد بواسطة الإدارات التعليمية، ويقوم موجه أول المادة بوضع ثلاثة نماذج امتحانية تُسلم للإدارة، التي تختار النموذج المناسب لكل مدرسة. هذا يضمن تنوع الأسئلة، ويُراعي الفروق بين المناطق الجغرافية المختلفة.
من جانبها، شددت الوزارة على أن تصوير الامتحانات مسؤولية الإدارات التعليمية، ولا تتحمل المدارس أو الطلاب أي أعباء مالية في هذا الشأن. كما تم التنبيه على ضرورة الالتزام بالمعايير التربوية في إعداد الأسئلة، بحيث تُغطي نواتج التعلم المستهدفة، وتُراعي مستويات التفكير المختلفة.
الصفوف المستهدفة تشمل من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي، بينما تُستثنى الشهادتان الإعدادية والثانوية من هذه الاختبارات الشهرية، نظرًا لطبيعة التقييم الخاصة بهما، والتي تعتمد على امتحانات نهاية الفصل الدراسي.
الخبراء التربويون يرون أن نظام التقييم الشهري يُعد خطوة إيجابية نحو تحسين جودة التعليم، بشرط أن يتم استخدام نتائجه في دعم الطلاب، وليس فقط في تصنيفهم. ويؤكدون على أهمية تدريب المعلمين على تحليل نتائج الامتحانات، وتقديم تغذية راجعة فعالة للطلاب وأولياء الأمور.
في السياق نفسه، أعلنت الوزارة عن إطلاق منصة إلكترونية جديدة لمتابعة نتائج التقييم الشهري، تُتيح للإدارات والمدارس تحليل الأداء، وتحديد نقاط القوة والضعف، ووضع خطط علاجية للطلاب المتعثرين. كما يتم ربط المنصة بنظام “المدرسة الذكية“، الذي يُستخدم في بعض المحافظات لتتبع الحضور، السلوك، والمشاركة الصفية.
أولياء الأمور رحبوا بالنظام الجديد، لكنهم طالبوا بمزيد من الشفافية في عرض النتائج، وتوفير تقارير مفصلة عن أداء أبنائهم، خاصة في المواد الأساسية مثل اللغة العربية، الرياضيات، والعلوم. كما دعوا إلى تقليل الاعتماد على الامتحانات الورقية، وتوسيع استخدام التقييمات العملية والمشروعات.
في النهاية، امتحانات أكتوبر 2025 تُشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام التعليمي المصري على تطبيق التقييم المستمر بشكل عادل وفعال، وتُعد خطوة نحو بناء منظومة تعليمية أكثر مرونة، واستجابة لاحتياجات الطلاب والمعلمين.














