يعيش منتخب مصر لكرة القدم مرحلة جديدة تحمل الكثير من التفاؤل قبل انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وذلك بعد سلسلة من الترتيبات الفنية والإدارية التي تهدف إلى إعادة الفريق لموقعه الطبيعي بين كبار القارة.
خلال الأسابيع الماضية، بدأ الجهاز الفني العمل على خطة تطوير شاملة تشمل إعادة تقييم مستوى اللاعبين، وتحليل أداء المباريات السابقة، واختيار العناصر الأكثر جاهزية للتشكيلة الأساسية، بعيدًا عن الأسماء الرنانة والترشيحات الجماهيرية.
واحد من أهم الملفات التي ركز عليها الجهاز الفني هو اللياقة البدنية، خاصة أن المنتخب واجه في السنوات الماضية انتقادات كبيرة بسبب انخفاض معدل الجري والتراجع في الشوط الثاني. ولذلك، تم وضع برنامج تدريبي مكثف يعتمد على رفع القدرة البدنية، وتحسين المرونة، وتقوية العضلات الأساسية التي تساعد اللاعبين على الثبات طوال التسعين دقيقة.
كما ركز المدرب على تنويع طرق اللعب، وعدم الاعتماد على أسلوب واحد، حيث يتم تجربة خطط هجومية جديدة تعتمد على السرعة والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم، بالإضافة إلى تطوير اللمسة الأخيرة داخل منطقة الجزاء.
على مستوى اللاعبين المحترفين، يتابع الجهاز الفني عن قرب أداء النجوم المصريين في أوروبا والخليج، وعلى رأسهم محمد صلاح الذي يُنتظر أن يكون قائد المشروع الجديد، بعد عودته القوية من الإصابة واستعادة جزء كبير من مستواه. كما يراقب الجهاز حالة اللاعبين الشباب الذين ظهروا في الدوريات الأوروبية، سواء في اليونان أو البرتغال أو بلجيكا، من أجل ضم العناصر الأكثر تطورًا وانسجامًا.
هناك أيضًا اهتمام كبير بإعادة بعض اللاعبين الذين غابوا سابقًا، مثل عناصر لعبت دورًا مهمًا في بطولات أفريقيا لكن ظروف الإصابات أو التراجع الفني حرمتهم من التواجد في القائمة الأخيرة.
أما عن الجانب الإداري، فقد أكدت مصادر داخل الاتحاد أن الفترة المقبلة ستشهد استقرارًا تنظيميًا لم يحدث منذ فترة، من خلال توفير معسكرات إعداد قوية، وتنظيم وديات ذات مستوى عالٍ، والابتعاد عن الأزمات الإدارية التي كانت تؤثر سلبًا على اللاعبين.
وتشير التقارير إلى أنه سيتم تنظيم ودية قوية أمام أحد المنتخبات المصنفة عالميًا، بهدف اختبار مستوى الفريق الحقيقي قبل التصفيات، وإعطاء الجهاز الفني صورة واضحة عن مدى جاهزية البدلاء والعناصر الأساسية.
الجماهير المصرية من جانبها تبدو متفائلة، خاصة بعد التحسن الملحوظ في أداء بعض اللاعبين داخل أنديتهم، وتزايد مشاركة المحترفين في تشكيلات فرقهم. كما أن حالة الاستقرار الحالية داخل المنتخب توحي بأن القادم قد يكون أفضل مما سبق، خصوصًا إذا تم الحفاظ على نفس النسق والجدية حتى بداية التصفيات.
ومع تطور الكرة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، يدرك المنتخب المصري أن مهمة التأهل لن تكون سهلة، لكنه يمتلك الإرث والخبرة والعناصر القادرة على صناعة الفارق. لذلك، تُعد هذه الفترة من أهم مراحل البناء التي يجب استغلالها بدقة من أجل إعادة المنتخب إلى المشاركة في كأس العالم بعد آخر ظهور عام 2018.
الآمال كبيرة، والعمل مستمر، والجميع ينتظر الصورة النهائية للفراعنة خلال أول مباراة رسمية في التصفيات، والتي ستكشف مدى نجاح خطة التطوير الجديدة.












