مصر تنضم رسميًا إلى برنامج هورايزون أوروبا لتعزيز البحث العلمي والابتكار

أخبار عالمية

استمع الي المقالة
0:00

في خطوة تُعد تاريخية في مسار التعليم العالي والبحث العلمي، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، برئاسة الدكتور أيمن عاشور، عن انضمام مصر رسميًا إلى برنامج “هورايزون أوروبا” التابع للاتحاد الأوروبي، وهو أكبر برنامج تمويلي للبحث والابتكار في العالم، بميزانية تتجاوز 95 مليار يورو حتى عام 2027.

الانضمام جاء بعد مفاوضات استمرت لأشهر، شارك فيها وفد مصري رفيع المستوى، ضم ممثلين عن الوزارة، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ومركز التعاون الدولي، وتم الإعلان عنه خلال فعاليات معرض الابتكار 2025 في العاصمة البلجيكية بروكسل، تحت عنوان “تمكين الخطوة التالية”.

الدكتور أيمن عاشور وصف الخطوة بأنها “نقلة نوعية في تمكين الباحث المصري”، مؤكدًا أن الاتفاقية تفتح الباب أمام الجامعات والمراكز البحثية المصرية للمشاركة في مشاريع بحثية دولية، والحصول على تمويل مباشر من الاتحاد الأوروبي، بما يعزز من جودة البحث العلمي، ويرفع من تصنيف الجامعات المصرية عالميًا.

برنامج “هورايزون أوروبا” يتيح فرصًا واسعة للباحثين في مجالات متعددة، منها الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الصحة، البيئة، والعلوم الاجتماعية، ويشترط وجود شراكات دولية، مما يُحفز التعاون بين الجامعات المصرية ونظيراتها الأوروبية، ويُعزز من تبادل المعرفة والخبرات.

من جانبها، أكدت الدكتورة سلمى يسري، مساعد الوزير للتعاون الدولي، أن الوزارة بدأت بالفعل في تفعيل الاتفاقية، من خلال تشكيل فرق عمل متخصصة، وتدريب الباحثين على آليات التقديم، وإعداد مقترحات المشاريع، لضمان استفادة فعالة من البرنامج.

كمان، بيتم التنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات لتضمين فرص “هورايزون أوروبا” ضمن خطط البحث العلمي في الجامعات، وتوجيه الطلاب في مرحلة الدراسات العليا نحو التخصصات ذات الأولوية في البرنامج، مثل التكنولوجيا الحيوية، الأمن السيبراني، والاقتصاد الأخضر.

الخبراء في التعليم العالي بيقولوا إن انضمام مصر للبرنامج بيساعد في سد الفجوة بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي، وبيفتح الباب أمام تحويل الأفكار البحثية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق، وده بيساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز الابتكار المحلي.

كمان، بيتم العمل على إنشاء وحدة وطنية لإدارة البرنامج داخل وزارة التعليم العالي، تكون مسؤولة عن التنسيق، المتابعة، وتقديم الدعم الفني للباحثين، وده بيضمن استدامة المشاركة، وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.

في نفس الوقت، بيتم التحضير لعقد ورش عمل في الجامعات المصرية، بالتعاون مع خبراء من الاتحاد الأوروبي، لتدريب أعضاء هيئة التدريس والباحثين على كتابة المقترحات، إدارة المشاريع، والتواصل العلمي الدولي.

في النهاية، انضمام مصر إلى “هورايزون أوروبا” مش بس إنجاز دبلوماسي، لكنه خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة بحث علمي قوية، قادرة على المنافسة عالميًا، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الوطنية والإقليمية.