هل تناول المانجو يرفع سكر الدم ؟ دراسة حديثة توضح

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

هل تناول المانجو يرفع سكر الدم ؟ دراسة حديثة توضح

لطالما كانت الفاكهة جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي، لكن يتردد في الأذهان سؤال شائع بين مرضى السكري أو المعرضين للإصابة به : هل تناول المانجو، هذه الفاكهة الصيفية اللذيذة والغنية بالفوائد، يرفع مستوى السكر في الدم؟

الإجابة على هذا التساؤل قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو للوهلة الأولى، ولحسن الحظ، أظهرت دراسة حديثة نتائج واعدة تلقي الضوء على هذا الأمر.

المانجو والسكري : إعتقادات شائعة وحقائق علمية

تُعرف المانجو بمحتواها العالي من السكريات الطبيعية، مما يثير قلق الكثيرين بشأن تأثيرها على مستويات الجلوكوز في الدم.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الفاكهة بشكل عام تحتوي على أنواع مختلفة من السكريات، بالإضافة إلى الألياف، الفيتامينات، والمعادن التي تلعب دورًا هامًا في طريقة إستجابة الجسم لهذه السكريات.

الإعتقاد السائد بأن المانجو ممنوعة تمامًا على مرضى السكري قد لا يكون دقيقًا بالكامل، وهذا ما تحاول الدراسات الحديثة توضيحه.

نتائج الدراسة الحديثة : مفاجأة سارة لمرضى السكري

كشفت دراسة حديثة، أجريت على مجموعة من الأفراد الأصحاء ومرضى السكري من النوع الثاني، عن نتائج مبشرة تتعلق بتناول المانجو.

هدفت الدراسة إلى تقييم تأثير إستهلاك كميات محددة من المانجو على مستويات السكر في الدم بعد الوجبات.

وقد أظهرت النتائج أن تناول المانجو بكميات معتدلة لم يؤدِّ إلى إرتفاع كبير وغير مرغوب فيه في مستويات السكر في الدم لدى المشاركين، بل على العكس، لوحظ أن بعض مكونات المانجو قد تساهم في تحسين إستجابة الجسم للأنسولين

كيف يمكن للمانجو أن تكون مفيدة؟

يعود الفضل في هذه النتائج إلى التركيب الفريد للمانجو.

فهي غنية بالألياف الغذائية التي تبطئ من إمتصاص السكريات في الجهاز الهضمي، وبالتالي تساعد في الحفاظ على مستويات سكر الدم مستقرة.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المانجو على مضادات الأكسدة ومركبات نباتية نشطة بيولوجيًا قد يكون لها دور في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الإلتهابات، وهما عاملان مهمان في إدارة مرض السكري.

توصيات هامة لتناول المانجو

على الرغم من النتائج الإيجابية لهذه الدراسة، من الضروري التأكيد على أن الإعتدال هو مفتاح النجاح.

لمرضى السكري، يُنصح دائمًا بإستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الكمية المناسبة من المانجو التي يمكن إدراجها ضمن نظامهم الغذائي اليومي، مع الأخذ في الإعتبار حالتهم الصحية الفردية ومستوى التحكم في سكر الدم لديهم.

كما يُفضل تناول المانجو كجزء من وجبة متوازنة، وليس بمفردها، لتجنب أي ارتفاع مفاجئ في السكر.

المانجو ليست “ممنوعة” بالضرورة

إجمالاً، تُشير هذه الدراسة إلى أن المانجو قد لا تكون العدو اللدود لمرضى السكري كما يعتقد البعض.

فبإستخدام النهج الصحيح والكميات المناسبة، يمكن لمرضى السكري الإستمتاع بفوائد هذه الفاكهة اللذيذة دون القلق المفرط بشأن إرتفاع مستويات السكر في الدم.

هذا يؤكد على أهمية البحث العلمي المستمر في تفنيد الخرافات الشائعة وتقديم معلومات دقيقة ومبنية على الأدلة لتعزيز الصحة العامة.