تفاعل القرفة مع الأدوية مخاطر صحية خفية يجب الحذر منها
تعد القرفة من الأعشاب الطبيعية التي يفضل الكثيرون إضافتها إلى الأطعمة والمشروبات لما لها من نكهة مميزة وفوائد صحية عديدة إلا أن التساؤل الهام الذي يطرح نفسه هو هل تتفاعل القرفة مع الأدوية
والإجابة القاطعة هي نعم حيث يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى زيادة خطر إصابة المريض بمشكلات صحية جسيمة نتيجة التداخل بين المركبات النشطة في القرفة والمواد الكيميائية الموجودة في العقاقير الطبية.
تأثير القرفة على مستويات سكر الدم
تفاعل القرفة مع الأدوية يعاني مرضى السكري من مخاطر حقيقية عند الجمع بين تناول القرفة وأدوية السكري مثل الإنسولين والميتفورمين حيث يؤدي ذلك إلى إنخفاض سكر الدم إلى مستويات قد تصبح خطيرة للغاية.
ويرجع السبب العلمي وراء هذا الإنخفاض المفاجئ إلى احتواء القرفة على مركب “سينامالدهيد” الذي يعمل بقوة على خفض الجلوكوز.
ومن ناحية أخرى يوصي الأطباء بضرورة الفصل الزمني بين تناول القرفة وهذه الأدوية لضمان الإستفادة من فوائد هذا المركب في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد دون التعرض لهبوط حاد في السكر.
مخاطر النزيف عند تناول أدوية السيولة
علاوة على ما سبق تحتوي القرفة وخاصة نوع “الكاسيا” على مركب يسمى “الكومارين” وهو مادة قد تتفاعل بشكل سلبي مع الأدوية المضادة لتخثر الدم مثل “الوارفارين”.
ويحدث هذا التداخل نتيجة تعطيل الإنزيمات المسئولة عن إستقلاب الدواء في الجسم مما يترتب عليه بقاء كمية كبيرة من الدواء في مجرى الدم وهذا بدوره يرفع إحتمالية الإصابة بالنزيف الحاد بشكل كبير لدى المريض.
تهديد صحة الكبد وتفاعل الباراسيتامول
بالإضافة إلى الأضرار السابقة تشكل القرفة خطرًا بالغًا على صحة الكبد في حال تناولها بكميات كبيرة مع دواء “الباراسيتامول”.
وتلعب مادة الكومارين الموجودة في القرفة دورًا أساسيًا في هذا التأثير السلبي حيث يصبح الكبد غير قادر على إستقلاب الباراسيتامول بشكل صحيح.
وتزداد هذه الخطورة بوضوح إذا كان الشخص يعاني مسبقًا من أمراض الكبد مثل الكبد الدهني أو التهاب الكبد كما يمتد هذا الضرر ليشمل أدوية أخرى مثل الستاتينات المستخدمة لخفض الكوليسترول وأدوية مضادات الصرع.
الإنخفاض الشديد في ضغط الدم
كذلك يواجه الأشخاص الذين يتناولون أدوية إرتفاع ضغط الدم تحديًا آخر عند إستهلاك القرفة حيث قد يشهد ضغط الدم إنخفاضًا شديدًا وغير متوقع.
ويحدث ذلك التفاعل مع أدوية مثل حاصرات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات قنوات الكالسيوم نتيجة تأثير مركب “سينامالدهيد” الذي يتفاعل مع هذه العلاجات مما يؤدي إلى هبوط الضغط لمستويات قد تسبب الدوار أو الإغماء.
