الكربوهيدرات وفقدان الوزن مفتاح الرشاقة الحقيقي
لطالما كان موضوع إنقاص الوزن محط إهتمام الكثيرين، وتتعدد النظريات حول أفضل السبل لتحقيق ذلك.
ومن أبرز التساؤلات المطروحة مؤخراً : هل يكمن السر في خفض كمية الكربوهيدرات المتناولة؟ للإجابة على هذا التساؤل، نستعرض رؤية إختصاصية تغذية الأداء في جامعة لوفبورو البريطانية، بيثان كراوس، والتي تضع هذا الأمر في “منطقة رمادية”، مؤكدةً على أهمية التحكم في إجمالي السعرات الحرارية.
ميزان الطاقة : القاعدة الأساسية لفقدان الوزن
بدايةً، تؤكد الإختصاصية على أن فقدان الوزن يعتمد بشكل رئيسي على “ميزان الطاقة”، أي إستهلاك سعرات حرارية أقل مما يحرقه الجسم.
ويمكن تحقيق هذا العجز بعدة طرق، منها ممارسة النشاط البدني أو تقليل كميات الطعام، أو إختيار أطعمة أقل في السعرات.
الكربوهيدرات وفقدان الوزن فإن خفض كمية الكربوهيدرات – مثل الخبز والبطاطا والحلويات – يمكن أن يكون مفيداً لتحقيق هذا العجز .
ولكن ليس لأن الكربوهيدرات “تسبب السمنة” بحد ذاتها، بل لأن العناصر الغذائية الأخرى، مثل البروتين والدهون والألياف، تساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول.
وبالتالي، فإن تخصيص جزء أكبر من ميزانية السعرات لهذه الأطعمة يساهم في الإحساس بالإمتلاء لمدة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول المزيد.
التركيز على النوعية بدلاً من الإمتناع التام
علاوةً على ذلك، يصبح هذا المبدأ أكثر أهمية عند الحديث عن نوعية الكربوهيدرات. فالكربوهيدرات المكررة، كالخبز الأبيض والحلويات، تُهضم بسرعة، مما يجعلها أقل فائدة كمصدر رئيسي للطاقة على مدار اليوم، على الرغم من أنها قد تصلح كوجبة خفيفة قبل التمرين.
في المقابل، توصي كراوس بإختيار الأصناف الغنية بالألياف خلال الوجبات الرئيسية، مثل الأرز البني وخبز الحبوب الكاملة.
والسبب في ذلك هو أن هذه الكربوهيدرات تُطلق الطاقة بشكل أبطأ وأكثر إستدامة، مما يحافظ على مستوى طاقة متوازن.
في الواقع، تؤكد الإختصاصية أن “إستثمار ميزانية السعرات” في وجبة متوازنة غنية بالبروتين، والخضراوات، وبعض الدهون الصحية، هو خيار أفضل بكثير.
تكييف الكمية مع مستوى النشاط
إضافةً إلى ذلك، تشدد كراوس على ضرورة تكييف كمية الكربوهيدرات المتناولة مع مستوى النشاط اليومي. فعلى سبيل المثال، يُنصح بزيادة إستهلاك الكربوهيدرات في أيام التمرين.
وهذا له أهمية بالغة في دعم تكيف الجسم مع التمارين وتقليل مخاطر الإصابات والمرض.
أما بالنسبة لأيام الراحة أو النشاط المنخفض، فيمكن تقليل كمية الكربوهيدرات للمساعدة في خفض إجمالي السعرات الحرارية المتناولة.
ومع ذلك، يجب الإستمرار في تضمين البروتين لدعم إصلاح العضلات، بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات التي تمد الجسم بالفيتامينات الأساسية والألياف ومضادات الأكسدة اللازمة للحفاظ على الصحة العامة.