تدهور الحالة الصحية لبروس ويليس : النجم الذي يصارع النسيان
تتوالى الأنباء المحزنة حول الحالة الصحية للنجم العالمي بروس ويليس، والتي تشير إلى تدهور مستمر في قدراته المعرفية.
الخبر الذي هزّ محبيه وجمهوره حول العالم هو أن الممثل لم يعد يتذكر تاريخه السينمائي الحافل، في تطور مؤلم لمرض الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal Dementia – FTD) الذي يعاني منه.
بداية الأزمة : من إعتزال مؤقت إلى تشخيص قاسٍ
بدأت الأزمة الصحية لبروس ويليس بالظهور للعلن في مارس 2022، عندما أعلنت عائلته إعتزاله التمثيل بسبب إصابته بـ الحبسة الكلامية (Aphasia)، وهي حالة تؤثر على القدرة على التواصل.
وفي تطور لاحق ومفجع، أعلنت العائلة في فبراير 2023 تدهور الحالة الصحية لبروس ويليس وأن التشخيص قد تطور إلى الخرف الجبهي الصدغي، وهو شكل قاسٍ من أشكال الخرف يؤثر بشكل رئيسي على السلوك واللغة والذاكرة.
تأثير الخرف الجبهي الصدغي على الذاكرة
يختلف الخرف الجبهي الصدغي عن الأنواع الأخرى من الخرف، مثل الزهايمر، في طريقة تأثيره على الدماغ.
فبينما يؤثر الزهايمر غالبًا على الذاكرة في مراحله الأولى، فإن FTD يؤثر بشكل أكبر على الفصوص الجبهية والصدغية من الدماغ، والتي تتحكم في الشخصية، السلوك، واللغة.
ومع تقدم المرض، يمكن أن تتأثر الذاكرة بشكل كبير، وهو ما نراه بوضوح في حالة بروس ويليس.
عدم تذكر تاريخه السينمائي ليس مجرد فقدان لذكريات شخصية، بل هو فقدان لجزء كبير من هويته المهنية التي صنعها على مدار عقود.
تعاطف عالمي ودعم عائلي لا يتزعزع
لقد أثارت أخبار تدهور صحة ويليس موجة واسعة من التعاطف والدعم من قبل زملائه في الصناعة، والمشجعين، والجمهور عامة.
وتظهر عائلة ويليس، بما في ذلك زوجته إيما هيمنج ويليس، وزوجته السابقة ديمي مور، وبناته، تكاتفًا ودعمًا منقطع النظير في مواجهة هذا التحدي.
فقد شاركت زوجته إيما علنًا عن الصعوبات التي يواجهونها وعن أهمية زيادة الوعي بالمرض.
الدروس المستفادة : الوعي بالمرض وأهمية الدعم
تُعد قصة بروس ويليس تذكيرًا مؤلمًا وقويًا بالآثار المدمرة للخرف على الأفراد وعائلاتهم.
كما تسلط الضوء على أهمية زيادة الوعي بالخرف الجبهي الصدغي وأنواعه المختلفة.
فكلما زاد الوعي، زادت الأبحاث، وتحسنت سبل الرعاية والدعم للمصابين وذويهم. ورغم قسوة المرض، فإن الدعم العائلي والمحبة الصادقة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياة المريض.
نتمنى للنجم بروس ويليس وعائلته القوة والصبر في مواجهة هذا التحدي، ويبقى إرثه السينمائي خالدًا في ذاكرة محبيه حول العالم، حتى وإن غاب عن ذاكرته.