هل يؤثر المستوى المادي المرتفع إيجابيًا على العلاقة بين الزوجين؟
المال هو أحد أهم الموضوعات الأكثر شيوعًا التي يتجادل حولها الأزواج، خاصةً مع الظروف الاقتصادية المتردية.
فتتسبب المشكلات المادية في الشعور بالضغط النفسي المتكرر، ويؤثر ذلك سلبًا على العلاقة الزوجية ومشاعر الحب والرومانسية.
لكن ماذا إن كان الوضع معكوسًا، هل يؤثر المستوى المادي المرتفع على زيادة مشاعر الحب كذلك؟
عندما يُشار إلى المشكلات المادية كأحد الأسباب وراء التفكك الأسري، وجدت بعض الدراسات أن ما يقرب من 24% من
الأزواج الأمريكيين قد انفصلوا عن أزواجهم بسبب مشاكل مالية، فقد تكون الديون والتغيرات الاقتصادية
والافتقار إلى الأمان المادي من العوامل الأساسية وراء ذلك، إذ أشارت الدراسات إلى أن أهم الأهداف المالية التي يسعى
الأشخاص لتحقيقها هي الشعور بالاستقرار الأسري، فهل تحد الرفاهية العالية من حالات الانفصال؟
المال لا يشتري السكينة
يظن كثير من الأشخاص أن الأزواج الأثرياء لا يعانون الخلافات الزوجية نهائيًّا، فليس هناك أي ضرورة للجدال حول
ارتفاع الأسعار، والديون المتراكمة، لكن لا يدرك الجميع أن المال لا يمكنه شراء مشاعر الحب، والسكينة.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص في الطبقات الاجتماعية العليا، لديهم ميول أقل نحو المرونة، والحكمة في العلاقات، ما قد يؤدي إلى فقدان الاستقرار الأسري.
يرجع ذلك إلى فقدان القدرة على التفكير بشكل حكيم، حول كيفية حل المشكلات بشكل مرن، باستخدام الاستراتيجيات التي تساعد على التعامل في المواقف المختلفة.
بعبارةِ أخرى، يكون الأغنياء أقل احتمالًا من غيرهم لإظهار المرونة والتعاطف، عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الإنسانية.
لذلك، فإن إجابة هذا السؤال هي “لا”، فالمال لا يرتبط بتقليل المشكلات الزوجية، والحفاظ على استقرار الأسرة.
هل تستمر العلاقات المادية طويلاً؟
ارتباط الحب بالمال بشكل خالص دون توفر أي عواطف أمر خطير، ينذر بقرب انتهاء العلاقة، من المتوقع أن يحدث
الانفصال سريعًا فور حدوث أي اضطراب مادي، فالمال لا يبني الحب، بل يؤدي إلى علاقة استغلالية من أحد الأطراف، غير
قائمة على أسس قوية، وسرعان ما تصبح عُرضة للانهيار، عند مواجهة الظروف الخارجية المتغيرة.
يلجأ البعض لاستخدام المال والإمكانات المادية لجذب الطرف الآخر، لكن لا يمكن أن يحدث ذلك عند الرغبة في بناء علاقة
عاطفية، هدفها الاستمرار، كما قد يلجأ أحد الطرفين مع بدء العلاقة إلى إخفاء وضعه الحقيقي،
لاختبار مشاعر الطرف الآخر، بعيدًا عن التأثر بالمستوى الاجتماعي والمادي.
لذا، تُعد العلاقات المادية مغامرة محفوفة بالمخاطر، ومعرضة للفشل، فالحب الحقيقي هو الأساس القوي لضمان استمرار
العلاقة الزوجية التي تقوم على دعائم قوية، في مواجهة تحديات الحياة المختلفة.
الأموال المشتركة بين الزوجين
كثيرًا ما يتردد مصطلح الأموال الزوجية والثروة المشتركة، يُقصد بهذا المصطلح: الأموال والأصول التي حصل عليها
الزوج والزوجة بشكل مشترك خلال زواجهما، يعني ذلك أن كلا الطرفين قد شارك الآخر في تحقيق تلك الثروة.
يميل الأزواج الذين يتواصلون بصراحة بشأن المال إلى الشعور بأنهم في الفريق نفسه، ما يعزز من مشاعر الرضا عن العلاقة، والرغبة في الاستمرار.
يتضمن ذلك خطوات ثابتة وجهدًا مبذولاً، تخللته الكثير من الأحلام والآمال، التي تشاركها الزوجان معًا في أصعب الظروف، وهو ما أدى للوصول إلى هدفهما.
تختلف تلك العلاقة، عن العلاقة المادية القائمة على استغلال أحد الأطراف للآخر، إذ تكون أكثر ثباتًا واستقرارًا، مع مشاعر عاطفية تكللت بالنجاح.
لذا، فإن هذه الصورة من العلاقة أكثر نجاحًا، مع مشاعر حب ورومانسية أعلى، كما يخبئ كل من الزوجين للآخر التقدير، والاحترام المتبادل.
في النهاية، لا يمكن اعتبار تجارب الآخرين مثالاً يُحتذى به، فكما يختلف كل شخص في طريقة تفكيره، تختلف التجارب
العاطفية والزوجية بين الأزواج أيضًا، وفقًا للعديد من العوامل.