يُعدّ مهرجان الجونة السينمائي أحد أبرز المحطات الثقافية والفنية التي استطاعت أن تضع مصر على خارطة المهرجانات السينمائية العالمية في فترة زمنية قصيرة. منذ انطلاق دورته الأولى في عام 2017، لم يكن المهرجان مجرد حدث فني عابر، بل تحول إلى منصة حقيقية تجمع بين الفن، الإبداع، والاحتفاء بالسينما كقوة للتغيير والتواصل الإنساني.
تأسيس ورؤية طموحة
جاءت فكرة تأسيس المهرجان من رحم رؤية طموحة لمؤسسيه، المهندس نجيب ساويرس، بالتعاون مع رجل الأعمال سميح ساويرس، والفنانة بشرى. كان الهدف واضحًا منذ البداية: خلق مهرجان دولي يليق باسم مصر، يجمع بين أفضل الأفلام العالمية والعربية، ويكون بمثابة نقطة انطلاق للمواهب الشابة. لم يقتصر الأمر على عرض الأفلام فقط، بل امتد ليشمل برامج داعمة مثل منصة الجونة السينمائية، التي تُقدم الدعم المادي والمعنوي للمشاريع السينمائية في مراحلها المختلفة، سواء كانت في مرحلة التطوير أو الإنتاج أو ما بعد الإنتاج.
دور المهرجان في دعم الصناعة السينمائية
يُعتبر مهرجان الجونة أكثر من مجرد عرض للأفلام، فهو بمثابة محرك حيوي لصناعة السينما في المنطقة. من خلال مسابقاته المتنوعة للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، يُلقي المهرجان الضوء على أعمال إبداعية تستحق التقدير، مما يُشجع صناع الأفلام على تقديم أفضل ما لديهم. كما يُسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين المنتجين والمخرجين والممثلين من مختلف أنحاء العالم، مما يُثري المشهد الفني ويُعزز من التبادل الثقافي.
تأثير المهرجان على المشهد الثقافي
لم يقتصر تأثير المهرجان على المجال السينمائي فقط، بل امتد ليُصبح حدثًا ثقافيًا واجتماعيًا مؤثرًا. يُعزز المهرجان من مكانة مدينة الجونة السياحية كوجهة فنية، ويُوفر فرصة للجمهور المصري والعربي للتفاعل مع صناع الأفلام العالميين وحضور عروض فنية حصرية. كما تُشكل الندوات والحوارات التي تُقام على هامش المهرجان فرصة لتبادل الأفكار حول قضايا فنية واجتماعية مهمة، مما يُثري الوعي الفني ويُعزز من النقاش البناء.
تحديات ونجاحات
على الرغم من التحديات التي واجهها المهرجان، سواء كانت لوجستية أو مرتبطة بالظروف العالمية، إلا أنه استطاع أن يثبت حضوره بقوة. نجاحه في استقطاب نجوم عالميين مثل سيلفستر ستالون، باتريك ستيوارت، وأوين ويلسون، إلى جانب كبار نجوم السينما العربية، يُعد شهادة على مكانته المتنامية.
في النهاية
يُمكن القول إن مهرجان الجونة السينمائي ليس مجرد احتفال بالسينما، بل هو مشروع ثقافي متكامل يهدف إلى بناء جسور بين الثقافات، دعم المواهب، وإعادة الاعتبار للفن كقوة قادرة على إحداث فرق.














