كيف ترتبط صحة القلب بحالة الأمعاء.. 6 علامات خطر يجب ألا تتجاهلها

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

كيف ترتبط صحة القلب بحالة الأمعاء.. 6 علامات خطر يجب ألا تتجاهلها

 

لفترة طويلة، كان يُنظر إلى القلب والأمعاء كعالمين منفصلين، لكل منهما مشاكله وأمراضه الخاصة. لكن الأبحاث العلمية الحديثة كشفت عن وجود طريق سريع ومعقد للاتصالات بينهما، مؤكدةً أن صحة جهازك الهضمي، وتحديداً التوازن الدقيق لمليارات الميكروبات التي تعيش فيه، يمكن أن يكون لها تأثير عميق ومباشر على صحة قلبك وأوعيتك الدموية. هذا المجتمع الميكروبي، المعروف باسم “ميكروبيوم الأمعاء”، لم يعد يُعتبر مجرد مساعد على الهضم، بل أصبح يُنظر إليه كعضو حيوي يؤثر على كل شيء بدءًا من الالتهابات وصولًا إلى كيفية استقلاب الدهون في الجسم.

محور الأمعاء والقلب: كيف يحدث الاتصال؟

العلاقة بين الأمعاء والقلب ليست مجرد طريق في اتجاه واحد، بل هي حوار مستمر. فصحة القلب تؤثر على الأمعاء، وصحة الأمعاء تؤثر بشكل كبير على القلب. يتم هذا الاتصال عبر عدة آليات معقدة:

  1. مركب TMAO.. المتهم الرئيسي: عندما نتناول أطعمة غنية بالكولين والكارنيتين (الموجودة بكثرة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم والبيض)، تقوم بعض أنواع بكتيريا الأمعاء بتحويل هذه المركبات إلى ثلاثي ميثيل أمين (TMA). ينتقل هذا المركب إلى الكبد، حيث يتم تحويله إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين (TMAO). المستويات المرتفعة من TMAO في الدم ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، حيث يُعتقد أنه يعزز تراكم الكوليسترول في جدران الشرايين ويزيد من احتمالية تكوّن الجلطات.
  2. الالتهاب الجهازي: عندما يكون هناك خلل في توازن بكتيريا الأمعاء (Dysbiosis)، أو عند وجود حالة تُعرف بـ “الأمعاء المتسربة” (Leaky Gut)، يمكن للمواد الالتهابية والسموم البكتيرية أن تتسرب من الأمعاء إلى مجرى الدم. هذا الأمر يثير استجابة مناعية ويؤدي إلى حدوث التهاب مزمن منخفض الدرجة في جميع أنحاء الجسم. هذا الالتهاب الجهازي هو أحد المحركات الرئيسية لأمراض القلب، حيث يساهم في إتلاف بطانة الأوعية الدموية ويسرّع من عملية تصلب الشرايين.
  3. تنظيم ضغط الدم: تلعب بكتيريا الأمعاء دورًا في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البيوتيرات، والتي تنتج عن تخمير الألياف الغذائية. هذه الأحماض الدهنية لها تأثيرات مفيدة متعددة، بما في ذلك المساعدة في تنظيم ضغط الدم وتحسين وظائف الأوعية الدموية.

6 علامات خطر قد تشير إلى أن أمعاءك تؤذي قلبك

نظرًا لأن الأعراض قد تكون غير مباشرة، فمن المهم الانتباه إلى الإشارات التي قد يرسلها جسمك. هذه العلامات لا تعني بالضرورة وجود مرض في القلب، ولكنها تستدعي الانتباه واستشارة الطبيب.

  1. مشاكل هضمية مزمنة: إذا كنت تعاني باستمرار من الانتفاخ، الغازات، الإمساك، الإسهال، أو آلام البطن، فقد يكون ذلك علامة على وجود خلل في توازن ميكروبيوم الأمعاء. هذا الخلل، كما ذكرنا، هو نقطة البداية لسلسلة من الأحداث التي يمكن أن تضر بالقلب.
  2. رائحة الفم الكريهة المستمرة: على الرغم من العناية بنظافة الفم، قد تكون رائحة الفم الكريهة الدائمة علامة على وجود فرط نمو لأنواع معينة من البكتيريا في الجهاز الهضمي، والتي قد تنتج مركبات كبريتية متطايرة أو تكون مرتبطة بإنتاج TMAO.
  3. زيادة الوزن غير المبررة: أظهرت الدراسات أن تركيبة ميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة تختلف عن الأشخاص النحيفين. الخلل في بكتيريا الأمعاء يمكن أن يؤثر على كيفية تخزين الدهون وتنظيم سكر الدم، وكلاهما من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب.
  4. الرغبة الشديدة في تناول السكريات والأطعمة المصنعة: البكتيريا “الضارة” في الأمعاء تزدهر على السكر والأطعمة المعالجة. الرغبة الشديدة والمستمرة في تناول هذه الأطعمة قد تكون علامة على أن هذه الميكروبات تسيطر على أمعائك، مما يؤدي إلى نظام غذائي غير صحي يضر بالقلب بشكل مباشر.
  5. مشاكل جلدية مستمرة: حالات مثل الإكزيما، الصدفية، وحب الشباب قد تكون مرتبطة بالتهابات جهازية مصدرها الأمعاء. هذا الالتهاب الجهازي هو نفسه الذي يساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية.
  6. التعب المزمن وضبابية الدماغ: يمكن لخلل توازن بكتيريا الأمعاء أن يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية وإنتاج الفيتامينات الأساسية، بالإضافة إلى تأثيره على الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية عبر محور الأمعاء-الدماغ. هذا الإرهاق المستمر يمكن أن يكون أيضًا علامة مبكرة على إجهاد نظام القلب والأوعية الدموية.