مسبار باركر الشمسي: رحلة تاريخية إلى قلب الشمس وكشف أسرار التاج الشمسى.
فى إنجاز علمى غير مسبوق حقق مسبار باركر الشمسى التابع لوكالة ناسا إنجازًا تاريخيًا بوصوله إلى أقرب مسافة من الشمس على الإطلاق وكشف أسرار التاج الشمسى حيث حلّق مباشرة عبر الغلاف الجوى الخارجى للشمس المعروف بأسم الهالة الشمسية هذه الخطوة الجريئة فتحت آفاقًا جديدة لفهمنا لنجمنا الأم وتأثيره على النظام الشمسى بأكمله.
ما هو مسبار باركر الشمسى؟
مسبار باركر الشمسى هو مسبار فضائى أطلقته وكالة ناسا في عام 2018 بهدف دراسة الشمس عن قرب أكثر من أى مركبة فضائية سابقة سمى المسبار على إسم عالم الفيزياء الفلكية يوجين باركر الذى كان أول من إقترح وجود رياح شمسية في الخمسينيات.
أهداف المهمة.
تهدف مهمة مسبار باركر الشمسى إلى تحقيق عدة أهداف علمية رئيسية من بينها:
تتبع تدفق الطاقة التى تسخن الهالة الشمسية يعتبر تسخين الهالة الشمسية أحد أكبر الألغاز فى الفيزياء الشمسية ويسعى المسبار إلى تحديد آلية نقل الطاقة التى تسبب هذا التسخين الشديد.
تحديد بنية وحركة المجالات المغناطيسية التي تسرع الجسيمات الشمسية تساهم الجسيمات الشمسية فى حدوث الظواهر الفضائية مثل الشفق القطبى ويمكن لمسبار باركر أن يساعد في فهم كيفية تسريع هذه الجسيمات.
تحديد أصل الجسيمات الشمسية:
يسعى المسبار إلى تحديد مكان نشأة الجسيمات الشمسية وكيفية تسارعها.
التحديات التى واجهها المسبار.
واجه مسبار باركر تحديات هائلة خلال رحلته نحو الشمس حيث تعرض لدرجات حرارة عالية جدًا وإشعاعات قوية لحماية المسبار من هذه الظروف القاسية تم تصميمه بواقى حرارية متطورة مصنوعة من مادة كربونية مركبة بالإضافة إلى نظام تبريد متطور.
الإنجازات العلمية للمسبار.
حقق مسبار باركر العديد من الإنجازات العلمية الهامة من بينها:
إكتشاف موجات بلازمية غير متوقعة: رصد المسبار موجات بلازمية لم تكن معروفة من قبل مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية تسخين الهالة الشمسية.
قياس المجال المغناطيسي للشمس:
قام المسبار بقياس المجالات المغناطيسية للشمس بدقة غير مسبوقة مما يساعد في فهم كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض.
تحديد بنية الهالة الشمسية:
ساهم المسبار في تحديد بنية الهالة الشمسية بشكل أفضل مما يوفر معلومات قيمة حول كيفية تطور الشمس و كشف أسرار التاج الشمسي.
أهمية هذه المهمة.
تمثل مهمة مسبار باركر الشمسى قفزة نوعية في فهمنا للشمس وتأثيرها على نظامنا الشمسى ستساعد البيانات التي يجمعها المسبار العلماء على تطوير نماذج أفضل للتنبؤ بالطقس الفضائى والذي يمكن أن يؤثر على الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات.
الآفاق المستقبلية.
ستستمر مهمة مسبار باركر الشمسى لعدة سنوات قادمة ومن المتوقع أن يواصل تقديم إكتشافات علمية جديدة. ستساهم هذه الاكتشافات في تعزيز فهمنا لأصول الحياة على الأرض وتطوير تكنولوجيات جديدة للإستكشاف الفضائى وكشف أسرار التاج الشمسى.
الخلاصة
يمثل مسبار باركر الشمسى إنجازًا علميًا تاريخيًا يفتح آفاقًا جديدة لفهمنا للكون إن قدرة البشرية على الوصول إلى أقرب نجم إلينا وإجراء قياسات مباشرة على سطحه تعد شاهداً على التقدم العلمى والتكنولوجى الذي وصلنا إليه.