خير الدعاء في جوف الليل
أن الثلث الأخير من الليل هو وقت التجليات واستجابة الدعوات حيث ينزل المولى عز وجل الى السماء الدنيا.
و يتجلى على الخلق ويقول: “هل من داعٍ فاستجيب له؟، هل من مستغفرٍ فأغفر له؟، هل من سائلٍ فأعطيه حتى يطلع الفجر”.
كما أنه من أكثر الأوقات المباركة في عبادتها عند الله تعالى، حيث يقول جل وعلا:
” أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ”.
يستحب لكل منا وهو يقبل على الله بالطاعة أن يقرأ سورة الشرح وهي قول المولى تبارك تعالى:
«أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ».
بنية أن يصلح الله تعالى أحواله، وأن يرزقه ويفرج كربه، واعلم أن الله تبارك وتعالى.
قد أعطاك ساعة لا يوافقها عبد يدعوه إلا استجاب له كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم عَنْ سَيدنا جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ.
سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ فِى اللَّيْلِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».
– فقد ورد عن عبدالله بن عباس، أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول:
“اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن.
ولك الحمد أنت مالك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق , ولقاؤك حق .
وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت.
وعليك توكلت، وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت.
وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منى، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت”
– اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت الحنّان المنّان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الرّاحمين.