إنجاز طبي رائد في الصين و ثورة في علاج الإدمان : زراعة أول “رقاقة إمتناع عن تعاطي الكحول” بنتائج واعدة
شهدت مدينة فويانغ الصينية حدثًا طبيًا هامًا تمثل في إجراء أول عملية جراحية لزراعة ما يُعرف بـ “رقاقة إمتناع عن تعاطي الكحول” في جسم مريض يعاني من الإدمان.
وقد أسفرت هذه الخطوة المبتكرة عن نتائج إيجابية مبكرة، مما يفتح آفاقًا جديدة في علاج هذا الإضطراب المزمن.
تفاصيل العملية والتقنية المستخدمة
تم خلال العملية زرع عقار “نالتريكسون هيدروكلوريد” طويل المفعول تحت جلد الجزء السفلي من بطن المريض.
وتميز الإجراء الجراحي ببساطته، حيث لم يتطلب سوى شق صغير بطول 1 سم فقط. وإستغرقت العملية أقل من خمس دقائق، وجرت تحت تأثير التخدير الموضعي، مما يقلل من المخاطر والتداعيات المحتملة للجراحة.
آلية عمل الرقاقة وتأثيرها
يعمل عقار نالتريكسون هيدروكلوريد الموجود في الرقاقة المزروعة على حجب مستقبلات المتعة التي يفرزها الجسم عند تعاطي الكحول.
ونتيجة لذلك، يقلل الدواء بشكل كبير من الرغبة النفسية لدى المريض في تناول المشروبات الكحولية.
ويعد هذا النهج الدوائي طويل المفعول بديلاً واعدًا للطرق التقليدية التي قد تتطلب تناول الأدوية بشكل يومي، مما يزيد من إحتمالية الإلتزام بالعلاج.
قصة المريض “لي” وتأثير الإدمان على حياته
يُعد المريض “لي”، وهو رجل في الأربعينيات من عمره، مثالًا حيًا للمعاناة التي يخلفها إدمان الكحول. فقد إستمر إدمانه لأكثر من عشرين عامًا، ورغم محاولاته المتعددة للعلاج وتسع مرات من دخوله المستشفى بسبب الإنتكاسات .
كان يعود دائمًا إلى التعاطي. ولم يقتصر تأثير الكحول المدمر على صحته الجسدية فحسب، بل إمتد ليؤثر سلبًا على علاقاته الأسرية، حيث أصبحت المشاجرات والسلوك العدواني جزءًا من حياته اليومية.
قرار بتجربة العلاج الجديد وإنتشاره
بعد ظهور هذا العلاج الجديد في المستشفى، قرر “لي” إستشارة أسرته وتجربة زراعة الغرسة العلاجية كحل أخير.
وقد لاقت هذه الطريقة إستحسانًا وبدأت تنتشر في عدة مدن صينية أخرى مثل تشنغدو ونزهو وجوماديان. وفي شهادة مبكرة على فعالية هذه التقنية، أبلغ مريض آخر يبلغ من العمر 35 عامًا من مقاطعة هوبي عن إختفاء تام للرغبة في تعاطي الكحول لديه بعد زراعة الرقاقة، حتى على مستوى إستنشاق رائحة الكحول.
مزايا التقنية الجديدة
لذلك تتمتع تقنية زراعة “رقاقة الإمتناع عن تعاطي الكحول” بعدة مزايا تجعلها خيارًا علاجيًا جذابًا، تشمل
تدخل جراحي بسيط : لا يتعدى طول الشق الجراحي 1 سم.
تخدير موضعي : يقلل من مخاطر التخدير العام.
وقت إجراء قصير : أقل من 5 دقائق.
تأثير طويل الأمد : يوفر حماية مستمرة من الرغبة في التعاطي.
تقليل الرغبة النفسية في التعاطي : يعالج جوهر مشكلة الإدمان.
أهمية هذا الإنجاز وتأثيره المستقبلي
لذلك يُعتبر هذا الإنجاز الطبي ثورة في علاج الإدمان وخطوة هامة ومبشرة في مجال علاج إدمان الكحول، خاصة بالنسبة للمرضى الذين لم تستجب حالاتهم للطرق التقليدية.
بينما تقدم هذه التقنية حلاً عمليًا يمكن أن يحسن بشكل كبير من نوعية حياة المدمنين وعائلاتهم، ويقلل من الآثار الصحية والإجتماعية السلبية المترتبة على هذا المرض.
ومع إستمرار الأبحاث وتوسع نطاق إستخدام هذه التقنية، من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في كيفية التعامل مع إدمان الكحول على مستوى العالم.