باحثون يبتكرون أداة جديدة للكشف عن صحة القلب..قلبك قد يكون أكبر من عمرك الحقيقي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

قلبك قد يكون أكبر من عمرك الحقيقي: باحثون يبتكرون أداة جديدة للكشف عن صحة القلب

 

لطالما كان يُنظر إلى العمر الزمني (الكرونولوجي) على أنه المؤشر الوحيد لحالة الإنسان الصحية. ولكن، أثبتت الأبحاث أن الأعضاء الداخلية قد تُعاني من الشيخوخة بشكل مُختلف عن العمر الحقيقي للجسم. وفي إنجاز علمي جديد، ابتكر باحثون أداة جديدة تُقدر “العمر البيولوجي للقلب”، وهي تختلف عن عمرك الزمني، مما يُقدم نظرة دقيقة على صحة القلب وتُساعد في الكشف المبكر عن المخاطر المحتملة. تُعد هذه الأداة ثورة في مجال طب القلب، حيث تُمكن الأطباء من التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب قبل ظهور الأعراض بسنوات.


 

العمر البيولوجي للقلب: مفهوم جديد للوقاية

 

تُعتمد الأداة الجديدة التي تُسمى “Heart-Age Calculator” أو ما شابه ذلك، على تحليل مجموعة من العوامل الصحية للمريض لتقدير ما إذا كان قلبه “أصغر” أو “أكبر” من عمره الحقيقي. على سبيل المثال، قد يكون عمرك 40 عامًا، ولكن عمر قلبك البيولوجي 50 عامًا، مما يُشير إلى أن قلبك يُعاني من إجهاد مُضاعف وأنك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

 

كيف تعمل الأداة؟

 

تُحلل الأداة البيانات التالية:

  1. العمر الزمني: هو عمرك الحقيقي بالسنوات.
  2. الجنس: تلعب الاختلافات الهرمونية والبيولوجية بين الجنسين دورًا في صحة القلب.
  3. العوامل البيولوجية: مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومستويات ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، ومستويات السكر في الدم.
  4. عوامل نمط الحياة: مثل التدخين، ومستوى النشاط البدني، والتاريخ العائلي لأمراض القلب.

من خلال هذه البيانات، تُقدم الأداة تقييمًا دقيقًا لمخاطر إصابة الشخص بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية على المدى الطويل، مما يُساعد على وضع خطة وقائية مُخصصة.


 

العوامل التي تُسرّع من شيخوخة القلب

 

تُشير الأبحاث إلى أن هناك عدة عوامل تُؤدي إلى أن يُصبح العمر البيولوجي للقلب أكبر من العمر الزمني:

  • الخمول البدني: قلة النشاط البدني تُؤدي إلى ضعف عضلة القلب، وتُزيد من الوزن، وتُرفع من مستويات الكوليسترول الضار.
  • سوء التغذية: الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة، والصوديوم، والسكريات تُسبب ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، والسمنة.
  • التدخين: يُعد التدخين من أخطر العوامل، حيث يُلحق ضررًا مباشرًا بالأوعية الدموية ويُقلل من وصول الأكسجين إلى القلب.
  • التوتر المزمن: يُؤدي التوتر إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم وتزيد من احتمالية حدوث النوبات القلبية.
  • الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، إذا لم تُعالج بشكل صحيح، فإنها تُلحق ضررًا تدريجيًا بالقلب.

 

كيف تُستخدم الأداة في الوقاية؟

 

تُقدم هذه الأداة للأطباء والمرضى على حد سواء فرصة للتدخل المبكر. فإذا أظهرت الأداة أن عمر قلبك أكبر من عمرك الزمني، فإن هذا يُعد جرس إنذار يُنبهك إلى ضرورة تغيير نمط حياتك.

  1. خطة وقائية مُخصصة: يُمكن للطبيب استخدام النتائج لوضع خطة علاجية مُخصصة للمريض، تُشمل تعديلات في النظام الغذائي، وبرامج للنشاط البدني، وفي بعض الحالات، وصف الأدوية.
  2. التحفيز النفسي: تُعطي الأداة للمريض مؤشرًا ملموسًا على مدى خطورة حالته، مما يُحفزه على الالتزام بالعلاجات والتغييرات اللازمة.
  3. الكشف المبكر: تُساعد الأداة في الكشف عن المخاطر في سن مبكرة، مما يُمنع تطور الأمراض المزمنة إلى حالات خطيرة.

 

خاتمة

 

يُعد ابتكار أداة لقياس العمر البيولوجي للقلب خطوة هائلة نحو مستقبل صحي أفضل. إنها تُغير من طريقة تفكيرنا في صحة القلب، وتُقدم لنا دليلًا واضحًا على أن العمر ليس مجرد رقم، بل هو نتيجة لعاداتنا اليومية. من خلال فهمنا للعوامل التي تُؤثر على صحة قلبنا، والالتزام بنمط حياة صحي، يُمكننا أن نُقلل من عمره البيولوجي، ونُعزز من صحته، ونُحمي أنفسنا من الأمراض على المدى الطويل.