اللون الأزرق وسلوك الإنسان.. ماذا يقول العلم عن دلالاته النفسية؟
يُعتبر اللون الأزرق من أكثر الألوان التي أثارت اهتمام علماء النفس في العقود الأخيرة، إذ تم اكتشاف ارتباط وثيق بينه وبين الاضطرابات النفسية والعاطفية التي تصيب الإنسان.
ففي حين يُنظر إلى الأزرق باعتباره لون الهدوء والسلام، إلا أن تأثيره النفسي يختلف تمامًا باختلاف الخلفية الذهنية والحالة العصبية لكل فرد.
أظهرت دراسات أجرتها جامعات بريطانية وأمريكية أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل القلق والاكتئاب غالبًا ما يتفاعلون مع اللون الأزرق بشكل مختلف عن الأشخاص الأصحاء نفسيًا.
فبينما يشعر البعض بالراحة والطمأنينة عند النظر إلى هذا اللون، يرى آخرون أنه يثير فيهم الحزن أو الوحدة.
ويرى الخبراء أن ذلك يعود إلى طريقة معالجة الدماغ للمؤثرات البصرية، حيث تؤثر كيمياء المخ في تفسير الألوان وربطها بالمشاعر.
ويرى المختصون أن فهم تأثير اللون الأزرق قد يفتح بابًا جديدًا لتطوير أساليب التشخيص المبكر للاضطرابات النفسية، إذ يمكن ملاحظة ميول المريض اللونية كمؤشر مبدئي على حالته العاطفية.
كما يمكن استخدام الألوان في تصميم العيادات والمراكز العلاجية بطريقة تساهم في تهدئة المرضى وتحفيزهم على الاستجابة للعلاج.
ويُعتقد أن الدمج بين العلاج النفسي والعلاج بالألوان قد يكون من أكثر الأساليب الواعدة في دعم المرضى وتحسين حالتهم المزاجية.
فاللون الأزرق، رغم بساطته، يحمل دلالات عميقة تكشف ما يدور داخل العقل البشري أكثر مما نتصور.














