الدوار فجأة عند الوقوف؟ أسباب محتملة تستدعي الانتباه

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

لماذا يهاجمني الدوار فجأة عند الوقوف؟ أسباب محتملة تستدعي الانتباه

الشعور بالدوار أو الدوخة المفاجئة عند الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء تجربة شائعة نسبيًا، ولكن تكرارها أو شدتها يمكن أن يكون مصدر قلق ويستدعي فهم الأسباب الكامنة وراءها. يُعرف هذا النوع من الدوار باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي أو الوضعي (Orthostatic Hypotension). يحدث عندما لا يتمكن الجسم من تعويض تأثير الجاذبية بسرعة كافية عند تغيير الوضعية، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ.

الأسباب الشائعة لانخفاض ضغط الدم الانتصابي:

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث الدوار المفاجئ عند الوقوف، وتتراوح بين الأسباب الحميدة والمؤقتة إلى الحالات الطبية الأكثر جدية:

الجفاف: عندما يكون الجسم يعاني من نقص في السوائل، ينخفض حجم الدم، مما يجعل من الصعب على القلب ضخ كمية كافية من الدم إلى الدماغ عند الوقوف. هذا هو أحد أكثر الأسباب شيوعًا للدوار المفاجئ.

الوقوف بسرعة كبيرة: إذا قمت بالوقوف بسرعة كبيرة جدًا، فقد لا يتمكن جهاز الدوران لديك من التكيف بسرعة كافية مع تغيير الوضعية، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في ضغط الدم والدوار.

الحرارة الشديدة: التعرض للحرارة الشديدة يمكن أن يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وفقدان السوائل عن طريق التعرق، مما قد يسبب انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.

بعض الأدوية: العديد من الأدوية يمكن أن يكون لها تأثير جانبي يتمثل في خفض ضغط الدم، مما يزيد من احتمالية حدوث الدوار عند الوقوف. تشمل هذه الأدوية مدرات البول، وحاصرات بيتا، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم الأخرى، ومضادات الاكتئاب، وبعض أدوية القلب.

الراحة في الفراش لفترة طويلة: بعد فترة طويلة من الاستلقاء أو الراحة في الفراش، قد يصبح جهاز الدوران أقل كفاءة في تنظيم ضغط الدم عند تغيير الوضعية.

الحمل: التغيرات الهرمونية والدورية الدموية أثناء الحمل يمكن أن تجعل النساء الحوامل أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم الانتصابي.

الكحول: يمكن أن يؤدي تناول الكحول إلى الجفاف وتوسع الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الدوار عند الوقوف.

الأسباب الطبية المحتملة للدوار المفاجئ:

في بعض الحالات، قد يكون الدوار المفاجئ عند الوقوف علامة على حالة طبية أساسية تحتاج إلى تقييم وعلاج:

مشاكل في القلب: بعض مشاكل القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب أو قصور القلب، يمكن أن تؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة.

اضطرابات الجهاز العصبي: بعض الاضطرابات التي تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد، يمكن أن تعطل تنظيم ضغط الدم.

فقر الدم (الأنيميا): انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء يمكن أن يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، مما قد يسبب الدوار.

انخفاض ضغط الدم المزمن: بعض الأشخاص يعانون بشكل طبيعي من انخفاض في ضغط الدم، وقد يكونون أكثر عرضة للدوار عند الوقوف.

مشاكل الغدد الصماء: بعض مشاكل الغدد الصماء، مثل قصور الغدة الكظرية، يمكن أن تؤثر على تنظيم ضغط الدم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن الدوار المفاجئ العرضي عند الوقوف غالبًا ما يكون غير ضار، إلا أنه يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

تكرار حدوث الدوار.

شدة الدوار.

استمرار الدوار لأكثر من بضع دقائق.

ترافق الدوار مع أعراض أخرى مثل عدم وضوح الرؤية، أو الدوخة الشديدة، أو الغثيان، أو الصداع، أو ألم الصدر، أو فقدان الوعي.

سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض والتاريخ الطبي وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب الكامن وراء الدوار وتقديم العلاج المناسب. قد يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة، أو تعديل الأدوية، أو علاج الحالة الطبية الأساسية.

نصائح للتعامل مع الدوار المفاجئ:

الوقوف ببطء: عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء، قم بذلك ببطء وتدريجي. اجلس لبضع ثوانٍ قبل الوقوف، وتمسك بشيء ثابت إذا لزم الأمر.

شرب كمية كافية من السوائل: حافظ على رطوبة جسمك بشرب الماء بانتظام.

تجنب الوقوف لفترات طويلة: إذا كان ذلك ممكنًا، تجنب الوقوف لفترات طويلة دون حركة.

ارتداء جوارب ضاغطة: قد تساعد الجوارب الضاغطة في تحسين الدورة الدموية في الساقين.

تجنب الكحول: قلل من تناول المشروبات الكحولية.

فهم الأسباب المحتملة للدوار المفاجئ عند الوقوف واتخاذ الاحتياطات اللازمة يمكن أن يساعد في إدارة هذه الحالة وتقليل تأثيرها على حياتك اليومية. لا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت قلقًا بشأن تكرار أو شدة الدوار.